نظراً لأن الأزمات السياسية والاجتماعية والإدارية مترابطة مع بعضها البعض، فإن الأزمات الاجتماعية تشكل أزمة سياسية، كما أن الأزمات السياسية والاجتماعية والإدارية هي جزء ضروري الوقوع والحصول في حياتنا اليومية وفي كل تعاملتنا مع الدولة، وذلك لأن الأزمات هي سمة من سمات استمرارية الحياة بين الحاكم والمحكوم، وبين الدولة والمجتمع بمختلف القوى ومختلف مصالح الناس، ومن ذلك كان لا بد أن تتحدد المعالم والأصول العلمية في إدارة الأزمات السياسية، ومن هذه المعالم ما يلي:
1- إدارة الأزمات السياسية إدارة مستقلة وخاصة تنطلق من مكمن قوة، قائمة بكامل المناهج العلمية التي تجمع بين المنهج العلمي السياسي والمنهج الإداري والمنهج العلمي الاجتماعي.
2- إدارة الأزمات السياسية: لها علاقة بمختلف العلوم الأخرى، مثل: إدارة الأزمات الإدارية، وإدارة الأزمات الاجتماعية، إذ لا غنى عن إدارة الأزمات في كل مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة الحكومية.
3- إدارة الأزمات السياسية تجمع بين ثلاثة تخصصات:
- التخصص الأول: الإدارة.
- التخصص الثاني: السياسة.
- التخصص الثالث: القانون الدولي العام والخاص.
1- إدارة الأزمات هي فرع من قسم الدراسات الإنسانية والسياسية والإدارية، إذ أن إدارة الأزمات السياسية تعني بتقديم حلول للمشكلات السياسية القائمة على أرض الواقع.
2- إدارة الأزمات السياسية تعتمد على فريق من العلماء والمفكرين والباحثين المختصين في الإدارة والسياسة والقانون الدولي فهم فيما بينهم يشكلون فريقاً عملياً كاملاً ومتكاملاً لإدارة الأزمات السياسية والقضاء عليها.
3- إدارة الأزمات السياسية تقوم على وضوح الأهداف ووجود خطط وسياسات واستراتيجيات وخطوات متتابعة ومتسلسلة في تنفيذ الأعمال وتنفيذ الحلول للقضاء على الأزمات السياسية.
4- يتكون البرنامج في إدارة الأزمات السياسية من برنامج نظري وخطط في إدارة الأزمات السياسية وكذلك من برنامج عملي تطبيقي يحتوي على نقاط محددة وأرقام واضحة وأوامر متتابعة، وذلك بمعالجة المواقف وللقضاء على الأزمات السياسية المختلفة.
5- تعتمد إدارة الأزمات السياسية على التنبؤ المسبق بالأزمات السياسية المحتملة الحدوث مع التخطيط للمستقبل، ووضع خطة إدارية متكاملة فعالة لمواجهة هذه الأزمات ولحل هذه المشكلات السياسية.
6- الاحتياط العملي في كل الأمور والأجهزة في الدولة مع توفير الإمكانيات المالية الكاملة، وتوفير المعلومات الكافية، وتوفير الإمكانيات البشرية والعلمية وذلك للتعامل مع الأزمات بشكل مباشر دون نكوص أو تراجع.
7- المرونة في تنفيذ الخطة الإدارية العملية في حل الأزمات السياسية وتقبل الأخطاء البسيطة خصوصاً من الأطراف المعارضة والتغاضي عن الكثير من الهفوات التي يقوم بها الأشخاص في الجهات المعارضة الأخرى.
8- تصحيح الأخطاء التي يقوم بها النظام الحاكم، ومحاسبة المقصرين والفاسدين والاستفادة من الأخطاء السابقة والحرص على عدم تكرار الأخطاء السابقة الحدوث.
9- التقدير العلمي والعقلي السليم لتحديد الوقت المناسب للتدخل في علاج وحل الأزمات السياسية مع معرفة مكامن وقوى واحتياطات ومعطيات الأطراف الأخرى المواجهة قبل مواجهتها ميدانياً.
10- الرسوخ في المحافظة على التوازن دون التأثر بالسلبيات وإصلاح الأوضاع والأخطاء للنظام الحاكم والقائم في أقصى سرعة ممكنة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انفجار الأحداث وتأزم الأوضاع وتصاعد المشكلات.
11- إدارة الأزمات السياسية تعمل كنظام مفتوح، فإدارة الأزمات السياسية تؤثر وتتأثر بالبيئة الداخلية والخارجية المحيطة فتتفاعل الأزمات مع الأوضاع الخارجية ومع المحيط الذي يعمل به الأشخاص والنظام والأفراد بحساسية شديدة؛ إذ لا يقبل نظام إدارة الأزمات نسيان الأخطاء دون الاعتذار عنها والتراجع عنها، وإيجاد نظام لإصلاح هذه الأخطاء والحرص على عدم تكرارها.
12- إدارة الأزمات السياسية تعتمد على الاستغلال الأمثل للوقت وتنظيمه دون ضياع للفرص من بين يدي النظام الحاكم والقائم والأشخاص المسؤولين في الدولة من غير فائدة ترجى.
13- كثير من الأزمات السياسية تحدث بسبب الأزمات الاجتماعية.
14- إن عدم القيام بعملية الإصلاح الجدلي للأمور السلبية وللأخطاء التي قام بها النظام في الفترات السابقة يعمل على إيجاد أزمة سياسية في المستقبل مع تفاقم حدة الأزمة السياسية القائمة والحالية.
15- إدارة الأزمات السياسية تعتمد على تقديم كافة البيانات والمعلومات المطلوبة لمتخذي القرارات مع التوجيه والنصح والإرشاد في حال تشتت الأفكار لدى الإدارة العليا.
16- الاعتماد بالدرجة الأولى على استخدام مهارات التفكير الإبداعي، وكيفية الاستفادة من الأفكار الإبداعية والمبتكرة والجديدة لتقديم طرق وأساليب وحلول جديدة لم تستخدم من ذي قبل في إدارة الأزمات السياسية وذلك للتغلب على الفساد السياسي القائم في الدولة، والتغلب على الأنظمة السياسية والروتين السياسية القاتل للإبداع في الدولة.
17- استخدام وظيفة جلب المعلومات عن طريق الأشخاص والأجهزة والاستماع إلى آراء الآخرين والاختلاط مع الأطراف الأخرى المواجهة والدخول فيهم مع التوصل الفعلي لمعرفة طرق تفكيرهم وما هي قناعاتهم ومخططاتهم ومعرفة نقاط قواهم وضعفهم، ومعرفة سلبياتهم لاستخدامها ضدهم في حال تمردهم في حالة نشوء أزمة كانوا هم المتسببين فيها.
18- اعتماد إدارة الأزمات السياسية على التكليف المباشر للترصد والتتبع لمعرفة الجديد من الخطط والأخطار السياسية في مختلف نواحي الدولة والمجتمع.
19- توزيع عمل الخطة الإدارية والسياسية والأمنية في الدولة، وتوسيع نطاق الأعمال التي يقوم بها الوزراء والمسؤولين في الدولة وتوسيع حدود التفكير لدى القيادات العليا للدولة وذلك للتغلب على الأزمات.
20- جمع الأخطاء التي لدينا ومعرفة السلبيات الموجودة والقائمة لدى النظام في الحكومة الحالية فيجب معرفة أخطائنا وما هي سلبياتنا؟ وكيف يمكن حل مشكلاتنا وكيف يمكن تخطي العقبات التي نواجهها، وكيف كسب الأطراف الأخرى إلى صفنا.
21- معرفة السلبيات والأخطاء ومكامن الضعف لدى الأطراف المعارضة الأخرى المتسببة في وجود الأزمات ومعرفة ما هي الطرق التي يمكننا أن نتغلب عليهم، وأن نستخدم هذه الأخطاء ضدهم في الأوقات المناسبة لتشكل لهم مصدر تهديد إن تخلوا عن الاستمرار في إحداث الفوضى وإيجاد الأزمة.
22- وأخيراً توجيه الإدارة والقيادة الحكومية العليا في الدولة، وتقديم النصح لها في كيفية التعامل مع الأزمات السياسية المختلفة بطرق علمية صحيحة، وذلك للقضاء على كل المشكلات السياسية والإدارية والاجتماعية.