يتصف الباحث ذو الاتجاهات العلمية بالخصائص التالية(1):
1. اتساع الأفق العقلي وتفتح العقلية: تحرر العقل والتفكير من التحيز والجمود، والخرافات والقيود التي تفرض على الشخص أفكاراً خاطئة وأنماطاً غير سليمة من التفكير. والإصغاء إلى آراء الآخرين وتفهُّم هذه الآراء واحترامها حتى لو تعارضت مع آرائه الشخصية أو خالفها تماماً. ورحابة صدر الباحث وتقبُّل النقد الموجه إلى آرائه من الآخرين، والاستعداد لتغيير أو تعديل الفكرة أو الرأي إذا ثبُت خطأها في ضوء ما يستجد من حقائق وأدلة مقنعة وصحيحة، والاعتقاد في نسبية الحقيقة العلمية، وأن الحقائق التي نتوصل إليها في البحث العلمي ليست مطلقة ونهائية.
2. حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في التعلم: الرغبة في البحث عن إجابات وتفسيرات مقبولة لتساؤلاته عما يحدث أو يوجد حوله من أحداث وأشياء وظواهر مختلفة، والمثابرة والرغبة المستمرة في زيادة معلوماته وخبراته، واستخدام مصادر متعددة لهذا الغرض ومنها الاستفادة من خبرات الآخرين. وحب المعرفة والقراءة فالباحث الجيد هو الذي يحب المعرفة ولذلك فهو كثير الأسئلة وكثير القراءة واستعارة الكتب وزيارة المكتبات وكثير الحضور للندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية.
3. البحث وراء المسببات الحقيقية للأحداث والظواهر: الاعتقاد بأن لأي حدث أو ظاهرة مسببات ووجوب دراسة الأحداث والظواهر التي يدركها الباحث من حوله ويبحث عن مسبباتها الحقيقية، وعدم الاعتقاد في الخرافات، وعدم المبالغة في دور الصدفة، وعدم الاعتقاد في ضرورة وجود علاقة سببية بين حدثين معينين لمجرد حدوثهما في نفس الوقت أو حدوث أحدهما بعد الآخر. يجب على الباحث العلمي عدم قبول شيء إلا بعد التساؤل عن مدى صحة ومعرفة الأدلة المدعمة له لتقدير مدى كفاية تلك الأدلة فالباحث العلمي مشارك في بناء صرح المعرفة العلمية وهو يستشعر المسؤولية المهنية ليس فقط نوعية مساهمته هو بل عن نوعية مساهمة غيره ممن سبقوه.
4. الموضوعية فالباحث لا بد أن يتصف بالحياد العلمي والنزاهة وعدم التمييز وعدم الذاتية أو التأثر بفكر معين عند عرض موضوعه أو إخباره للمصادر العلمية أو عند استخلاص نتائج بحثية بمعنى أن الالتزام بالموضوعية يعني القراءة والتحليل والمحايدة والبعد عن الأهواء الشخصية عند إجراء البحث، وتوخي الدقة وكفاية الأدلة للوصول إلى القرارات والأحكام من خلال الدقة في جمع الأدلة والملاحظات من مصادر متعددة موثوق بها وعدم التسرع في الوصول إلى القرارات والقفز إلى النتائج ما لم تدعمها الأدلة والملاحظات الكافية. واستخدام معايير الدقة والموضوعية والكفاية في تقدير ما يجمعه من أدلة وملاحظات.
5. الاعتقاد بأهمية الدور الاجتماعي للعلم والبحث العلمي: الإيمان بدور العلم والبحث العلمي في إيجاد حلول علمية لما تواجه المجتمعات من مشكلات وتحديات في مختلف المجالات التربوية والاقتصادية والصحية.. الخ، والإيمان بأن العلم لا يتعارض مع الأخلاق والقيم الدينية، وتوجيه العلم والبحث العلمي إلى ما يحقق سعادة ورفاهية البشرية في كل مكان.
6. الأمانة: على الباحث أن يلتزم الأمانة في بحثه من خلال:
• الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصادر العلمية التي يستخدمها في بحثه.
• استعراض كل الآراء العلمية المرتبطة بفكرة البحث وعدم اقتصار الباحث على استعراض نوعية من هذه الآراء التي تدعم وجهة نظره فقط.
• استخدام المعاملات الإحصائية المناسبة لطبيعة البيانات في البحث واستخدام برامج الحاسب الآلي المناسبة لطبيعة البيانات في البحث واستخدام برامج الحاسب الآلي بطريقة تؤدي إلى استخراج نتائج صادقة أما قيام الباحث بعكس ذلك حتى يحصل على النتائج التي يرغب فيها أو التي تتفق مع تحليله النظري فهذه عدم أمانة علمية.
7. الصبر هو التروي والجلد والتأني أما التسرع والاندفاع والجزع فهي العكس تماماً.
8. التواضع: على الباحث أن يكون متواضعاً بصفة عامة مع الآخرين مثل مشرف البحث،أخصائي المكتبة،المبعوثين،المسؤوليات كدعامة أساسية لإظهار احترامهم وتقديرهم وهذا بدوره يؤدي إلى رغبتهم وحرصهم على مساعدة الباحث أن يراعي التواضع في الكتابة وتحاشي الغرور والتعالي.
---------------------------------------------------------------------------
(1) دعمس، مصطفى نمر، منهجية البحث العلمي في التربية والعلوم الاجتماعية ، الأردن- عمان ، دار غيداء،2009،ص80.