دوافع العمل الوظيفي وتحقيق الولاء والإخلاص العملي والإداري والوظيفي في المنظمات
يعتبر الأفراد والموظفين والإداريين و العاملين في المنظمات الإدارية والتجارية من الوحدات والعناصر الأساسية في مكونات المنظمة الإدارية والتجارية وعليهم يتوقف نشاط وكفاءة العمل الوظيفي والإداري في المنظمة، فالفرد والموظف والمدير هو العنصر الإنساني المسيطر على كافة العناصر في المنظمات وذلك بتفاعله وتؤثره وتأثيره مع المتغيرات الداخلية والخارجية للمنظمة. ولقد إهتمت إدارة العلاقات العامة وإهتمت العلاقات الخارجية والدراسات الإنسانية وركزت على أهمية الدور الذي يلعبه الأفراد والموظفين والمدراء في نجاح أو فشل المنظمة وذلك من خلال البيئة الاجتماعية للعمل، ومن ثم جاءت العلوم السلوكية والدراسات النفسية التي ركزت على السلوك الإنساني في مظاهره المختلفة ومن خلال استخدام الأساليب العلمية الهادفة إلى وصف وتفسير هذا السلوك للوصول إلى فهم وتفسير أشكال السلوك المختلفة من أجل التنبؤ بالسلوك المستقبل والتحكم فيه. وفي هذا الباب الذي تم إستنتاجه وإستنباطه من كتاب إدارة الموارد البشرية للدكتور ة الفاضلة سهيلة محمد عباس والدكتور علي حسين علي سيتم والذي تم وضعه في عام 2000م فإنه سوف يتم التركيز على مسببات سلوك الأفراد العاملين وعلى الدوافع وكيفية إشباع الدوافع من خلال التطرق إلى بعض النظريات السلوكية في هذا المجال.
فمنذ البدايات تم التركيز و الاهتمام على الفرد كعنصر متميز له خصوصية ضمن عناصر الإنتاج الأخرى، ظهرت الكثير من الأبحاث والدراسات التي تتناول تفسير مصدر السلوك الإنساني وهل هو سلوك مكتسب أم موروث؟ وفي الواقع إن خبرات وتجارب الفرد والظروف البيئية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل سلوكيات الأفراد، وأن العلاقات العامة التي يتضمنها سلوك الأفراد مع متغيري البيئة أو الوراثة يمكن صياغتها بالمعالة الآتية:
سلوك الأفراد = الشخصية × البيئة.
حيث أن سلوك الأفراد يمكن أن يعزى إلى مصدرين رئيسين:
الأول، مكونات شخصية الفرد .
والثاني، البيئة المحيطة بالفرد.
فالشخصية تتشكل من عوامل مركبة ومعقدة كالصفات العقلية والجسمية والقيم والاتجاهات والمعتقدات، والطموحات والرغبات، والعادات، والصفات الأخرى التي تميز فرداً عن آخر وقد تم الإعتماد في هذا الباب الثامن على كتاب إدارة الموارد البشرية للدكتورة سهيلة محمد عباس والدكتور علي حسين علي في الدراسة للدوافع ونظريات الدوافع وعلى أية حال فإن هذه الاختلافات في الصفات توضح الاختلافات في سلوك الأفراد العاملين، ولذلك فإنه من المهم بالنسبة للإدارة تمييز هذه الاختلافات لغرض الفهم والتنبؤ بسلوك الأفراد في المنظمة وتوجيه هذا السلوك لخدمة المنظمة والفرد.
ومن الجدير بالذكر في هذا المجال أن عملية السلوك الإنساني متشابهة لجميع الأفراد على الرغم من اختلاف أشكال هذا السلوك، فعملية السلوك قائمة على ثلاثة افتراضات أساسية، وهي:
1- أن السلوك هو سبب أي أن هناك أسباباً لكل سلوك.
2- أن السلوك يدفع أو يثار ويظهر من خلال هذه الاستثارة.
3- السلوك موجه نحو هدف معين.
فالعوامل البيئية التي تعود إليها هذه الاختلافات في السلوك تعتمد على مدى تأثر الفرد بها وكيفية تأثيرها بسلوكه، ومن العوامل المؤثرة على سلوك الأفراد في العمل، موقع الفرد في العمل ونظام الحوافز والمكافآت والنظام الإداري المتمثل بالقيادة وأسلوبها والقرارات المؤثرة على الأفراد العاملين، وعلاقة الفرد بغيره من الأفراد الآخرين والمعايير والقيم التنظيمية إضافة إلى الخبرات الماضية لدى الفرد فهي عامل ينقل إلى المنظمة وكل من هذه العوامل تشكل نظاماً للقيم لدى الأفراد وفقاً لإدراكهم وتفسيرهم لهذه العوامل مما ينتج عنه دوافع وسلوك يختلق من فرد إلى فرد آخر.
إن الدافع ليس بالمفهوم السهل، فهو من المفاهيم السلوكية المعقدة في وصف السلوك الإنساني-فالدافع لأي كائن حي هو مفهوم غير واضح بدرجة كافية في الوقت الحاضر. فهو يتضمن الحاجات والرغبات والتوترات والتصورات التي تؤدي إلى تصرفات معين ظاهر، وهذا ينطوي على وجود شيء من عدم التوازن أو علم الرضا في علاقة الفرد ببيئته مما يؤدي إلى سلوك معين لإيجاد الرضا والتوازن من خلال تحقيق الأهداف التي يسعى إليها الفرد.
فالدافع إذن هو عبارة عن الرغبة أو الحاجة في عمل شيء أو الوصول إلى هدف معين، وهذه الحاجة تكون داخلية إلى ظهور مخرجات بشكل سلوك خارجي.
ولكي يتحرر الأفراد ويتخلصوا من التوتر لا بد لهم من الانضمام في نشاط معين وكلما زاد التوتر لا بد لهم من زيادة النشاطات، ولذلك عندما نرى الأفراد يعملون بجد يمكن الاستنتاج بأنهم يعملون برغبة في تحقيق بعض الأهداف التي تعطيهم قيمة معينة.