عدد المساهمات : 1749 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 53 الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس
موضوع: أنماط التفكير عند ستيرنبرغ السبت أكتوبر 01, 2011 10:42 pm
أنماط التفكير:
تتبلور أهمية تعرُّف المعلمين على أنماط التفكير المختلفة لدى الطلبة إذا ارتبطت بتقديم أنشطة تعليمية تُحاكي جميع أنماط التفكير، وتدريب الأنماط الضعيفة غير السائدة عند الطلبة، وتعزيز الأنماط السائدة، فكلما تمكّن الطالب من استخدام أنماط تفكير أكثر وبفاعلية أكبر كلما أصبح تفكيره أفضل، وكذلك فإن الأنماط تتحكم في جميع أنشطة الحياة اليومية للأفراد، فتوظيفها واستخدامها بقوة يؤدي إلى مواجهة المشكلات والتحديّات بفعالية أكثر، هذا بالإضافة إلى زيادة مستوى النجاح في إنجاز المهام وتحسين نوعية الحياة.
قدم ستيرنبرغ وصفاً لثلاثة عشر نمطاً من أنماط التفكير نعرضها فيما يلي(1):
النمط التشريعي:
يستخدم أفراد هذا النمط أفكارهم واستراتيجياتهم الخاصة في اتخاذ قراراتهم، وكذلك يفضلون المشاكل التي يحلّونها بطريقة خاصة بهم، ويشعر الأفراد هنا بسعادة عندما يقررون بأنفسهم ماذا وكيف سيؤدون المهمة أو العمل، وهم يميلون إلى التخطيط للأمور وإيجادها بطريقة مبدعة، وكذلك فهم يميلون إلى وضع قواعد وقوانين خاصة بهم.
النمط التنفيذي:
يميل الأفراد في هذا النمط إلى إتباع قواعد وقوانين أثناء قيامهم بالأعمال والمهمات، كما أنهم يميلون إلى أن تكون أدوارهم والمهام الموكّلة إليهم محدّدة، ويفضلون العمل المخطط له مسبقاً، ويحبّون إتباع توجيهات وإرشادات توجَّه لهم حول العمل والمهام التي سيقومون بها، وبالتالي فإنهم يميلون إلى التقيّد بالقواعد.
النمط القضائي:
يستمتع أفراد هذا النمط بالأعمال التي تشمل تحليل الأشياء وتصنيفها ومقارنتها، ويميلون إلى انتقاد أعمال الآخرين والقواعد والتعليمات والإجراءات وتقييمها، وإصدار الأحكام، ويفضلون القضايا التي تتطلب تحليل الأشياء، ويحاكمون وجهات النظر المختلفة.
النمط التسلسلي:
يميل الأفراد هنا إلى تنظيم الأمور حسب الأهمية وترتيبها، ويستمتعون بتنفيذ الأعمال وفق ترتيب معين، وعند قيامهم بمهمة ما، يستطيعون ربط أجزائها بالهدف العام للمهمة، ويميل هؤلاء الأفراد إلى أن يكونوا منظّمين، ومتدرّجين في حلولهم للمشكلات وفي اتخاذ قراراتهم، وعادةً يكون الأفراد مدفوعين بهرم من الأهداف، ومدركين أنه لا يمكن تحقيق الأهداف بالتساوي، لذلك فإن هناك أهداف أكثر أهمية من غيرها.
النمط العالمي:
يهتم أفراد هذا النمط بالمهمات والمواقف التي لا تتطلب الاهتمام بالتفاصيل، ويميلون إلى التأكيد على الأبعاد الرئيسية للأمور، كما أنهم يميلون إلى المواقف التي تركز على القضايا الرئيسية أكثر من القضايا المحددة، ويميلون إلى العمل في المشاريع التي تتعامل مع مثل هذه القضايا العامة، ويفضلون العمل على القضايا الكبيرة والمجردة أيضاً.
النمط المحلي:
يفضل أفراد هذا النمط المهمات التي يتم التركيز فيها على التفاصيل، ويميلون إلى التعامل مع المشكلات المحددة أكثر من رغبتهم في التعامل مع المشكلات العامة. ويميلون إلى تجزئة المشكلات إلى أجزاء صغيرة يمكن حلها دون النظر إلى المشكلة الكلية. ويهتم الأفراد هنا بالتفاصيل وجمع المعلومات الدقيقة حول المشكلات والمهمات. وعند كتابة أو مناقشة موضوع ما فإنهم ينظرون إلى التفاصيل والحقائق بأهمية أكثر من الصورة العامة.
النمط الداخلي:
يفضل الأفراد هنا المهمات التي تتضمن أفكارهم الخاصة دون الحاجة لأفكار الآخرين، ويفضلون استخدام الأفكار والمناقشات والكتابات الخاصة بهم. ويميلون إلى القيام بالمشاريع التي ينجزونها باستقلالية، ويعملون على حل المشكلات بأنفسهم، والقيام بالمهمات على انفراد، ويتمركزون حول المهمة الواحدة،. وعموماً فإنهم يميلون إلى العمل بشكل منفرد عن الجماعة.
النمط الخارجي:
يميل أفراد هذا النمط إلى مشاركة الآخرين في الأفكار والمهمات، ويقومون بعمل تحفيز ذهني مع الأصدقاء والزملاء عند البدء بمهمة ما، ويمكن أن يطلبوا من الآخرين تزويدهم بمعلومات إذا احتاجوا إليها أكثر من القراءة الذاتية، ويحبون المشاريع التي يعملون بها مع الآخرين، ويميلون إلى مشاركة الآخرين بأفكارهم ونقاشاتهم، وعند اتخاذ القرارات يأخذون بالحسبان أراء الآخرين.
النمط التحرري:
في هذا النمط يميل الأفراد إلى المشاريع التي تستدعي استخدام طرق أصيلة في عمل الأشياء. ويميلون إلى المواقف التي يستطيعون من خلالها عمل الأشياء بطرق جديدة، ويفضلون تغيير وكسر الروتين لتحسين المهمات. ويميلون إلى تحدي الأفكار والطرق القديمة في عمل الأشياء، ويستخدمون استراتيجيات جديدة لحل المشكلات.
النمط الأحادي:
أفراد هذا النمط يعانون من مشكلة في تحديد أولويات أهدافهم، وعندما يواجهون مشكلات وعدة أمور معاً يقومون بتقسيم وقتهم عليها بالتساوي. كذلك عندما يواجهون العديد من المهام التي يطلب منهم تنفيذها فإنهم يبدأون العمل بواحدة منها، وينتقلون من موضوع إلى أخر. وهم عادةً يعرفون ما المهام التي سيقومون بها، لكنهم لا يستطيعون تحديد أولوياتها. كذلك عند تنفيذهم للمشاريع والأعمال فهم يرون كافة الأبعاد والمجالات مهمة، أي لا يستطيعون تمييز أيها أكثر أهمية، وهنا فإن هؤلاء الأفراد بحاجة إلى التوجيه من أجل تحديد أولوياتهم، وبالتالي فهم بحاجة إلى تجزئة المهام وإعطائهم مهمة في وقت واحد محدد.
النمط السيادي:
إن الأفراد ذوي النمط السيادي في التفكير يعملون على تحقيق هدف واحد في الوقت الواحد، ويميل هؤلاء الأفراد للتعامل مع القضايا الرئيسية، يحاول هؤلاء الأفراد حل المشكلات بغض النظر عن العقبات التي قد تعترض طريقهم، ويتجاهل هؤلاء الأفراد القضايا التي لا علاقة لها بموضوع اهتمامهم، ويستخدم هؤلاء الأفراد العديد من الوسائل للوصول إلى أهدافهم، وقبل البدء بمشروع جديد لا بد لهم من الانتهاء من المشروع السابق أولاً.
النمط المحافظ:
أفراد هذا النمط يحبون الاستفادة من الخبرات الماضية عند القيام بالأعمال، وكذلك يفضلون الأعمال التي تتميز بقواعد ثابتة، ولا يحبون المشكلات التي تظهر عند قيامهم بالمهمات الروتينية، كما أنهم يتقيدون بالطرق المألوفة أو التقليدية عند القيام بعمل ما.
النمط الفوضوي:
يجب أفراد هذا النمط التعامل مع القضايا التي يصعب على الآخرين حلها، وعندما يكون أمامهم أعمال كثيرة فإنهم يقومون بعمل ما قد يخطر ببالهم في تلك اللحظة أولا. ويمكنهم الانتقال من مهمة إلى أخرى بسهولة لأن جميع المهمات ذات أهمية متساوية بالنسبة لهم. ويرى هؤلاء أن حل مشكلة واحدة يقود إلى حل مشاكل أخرى مساوية في أهميتها، وعند اتخاذ قرار ما، فإنهم يأخذون بالحسبان جميع وجهات النظر، ويحاول هؤلاء الأفراد إنجاز أكبر عدد ممكن من المهمات في نفس الوقت.
(1) Sternberg, R. J. (1997). Thinking styles. New York: Cambridge University Press
المصدر: كتاب تنمية مهارات التفكير للأستاذ مصطفى دعمس،ص 35-37