مصطفى دعمس المدير العام - الأستاذ مصطفى دعمس
عدد المساهمات : 1749 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 53 الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس
| موضوع: الطالب العبقري الأحد أكتوبر 02, 2011 3:33 am | |
| الطالب العبقري لعلك تسأل: وما فائدة أن أكون الطالب العبقري؟! إنك إنْ أصبحت ذلك ستكون إنساناً آخر غير كل الناس.. تتعامل مع الحياة بطريقة أخرى. صديقي... أنا أعلم ما أقول، والله الحياة الرائعة لها طعم آخر، يكفي أنك ترى الأشياء بغير ما يراها كل البشر. أكيد... ذلك الإنسان هو بشر يخطئ ويصيب، ليس ملكاً نزل من السماء، لكنه إنسان من طراز رفيع. إحدى تعريفات العبقرية: تجاوز حدود المعرفة الحالية وإنتاج شيء جديد بخطوة جبارة أشبه بالوثب للمجهول، لذلك العبقري ليس محدود النظر، ولكن يخرج من الواقع للغيب والمجهول حتى يكتشف الجديد بقوة الدفع نحو المجهول، لذلك قد يكون عليك أن تخترق حدود الزمان لترى المستقبل الذي يتوج صبرك في الواقع؛ لأنك لو قصرت نظرك على الحاضر والواقع فقط أهملت القادم والمنتظر. في هذه الجزئية أذكر لك قصة... ولكن سأعرضها لك في شكل جديد:
الطالب أمجد | الطالب بهلول | دخول قاعة الامتحان آخر العام!! | يقول:
أنا ثقتي بالله تجعلني لن أغش... مع أن الواقع يسهل لي ذلك.... اعتقادي بالاجتهاد والمفاهيم الصحيحة يمنعني من الغش.. لذلك لن أتخلى عن مبادئي!!
| يقول:
اللجنة بها عشوائية والكتب والأوراق وكل سبل النجاح أمامي..
ماذا سأستفيد لو لم أغش... الحمد لك يا ربّ فالظروف تهيئ لي التفوق!!
| التعليق | أمجد تخطى الواقع لإيمانه بالغيب.. ثبت على المبدأ الصحيح ولم يغش، ومشى في الطريق الصحيح علميّاً وأخلاقياً وسلوكيّاً.
| بهلول نظر للواقع وتعامى عن مفاهيم القيم؛ لأنه ضيَّق نظره فقط في حدود الواقع ونسى ما ينتظره في الغيب؛ لذلك اختل سلوكه.
| السُّنة الكونية حكمت بأن مَنْ جد وجد ومَن زرع حصد؛ لذلك أمجد هو الذي نال الدرجات العالية، مع التزامه أيضاً بأشياء خلاف هذا الشيء.
| رغم ذلك قضت السُّنة الكونية وخسر بهلول... يعني مبدأ النظر إلى الواقع فقط لم ينفع!!
|
المشكلة أن معظم الطلبة مثل بهلول، ويعتقدون أنهم على صواب!! أرجو أن أكون قد استطعت أن أوصل لك الرسالة؛ فتلك هي الحكمة الأولى. وإليك الحكمة الثانية: ما القدر؟! مدرس مشهور!! هذا ما في القدر... إذن ما هو القدر؟! هو: تقاطع أربع دوائر (العدل، والفضل، والحكمة، والمصلحة). بمعنى أن هذا المدرس اجتهد؛ فبالعدل صار متفوقاً، ومن فضل الله عليه أنه صار مشهوراً، والحكمة يعلمها الله صار مدرساً مشهوراً، وفي ذلك مصلحة له ولغيره.. هذا هو القدر محصلة لأربع؛ لذلك ما أنت عليه وفيه الآن هو قدر. والقدر كما قلت لك هو تقاطع ومحصلة أربعة؛ لذلك إن حدث شيء ما حاول أن تعرف الحكمة والمصلحة منه، وتدرك أنه حدث عدلاً لا ظلماً لأحد، وهو من فضل الله أيضاً.. اتفقنا. وإليك الحكمة الثالثة: (سُنة كونية): في أي مكان وزمان أنت فيه... تيقن أن لك نقطة القوة والسعادة بداخلك تكمن بذاتك.. مهما كان... فالله أبداً لا يريد بك السوء؛ لذلك لن يخلقك ويتركك هكذا، ولن يضعك في موضع لا تطيقه أبداً (لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)؛ لذلك تأمل محيطك وهو الأفضل لك، وتأمل ذاتك فهي بها نقطة السعادة والراحة. صديقي.. تلك الحكمة مهمة لك والله.. حتى ولو كنت في بطن الحوت تقلب المحنة إلى منحة، والعسر إلى يسر.. تصوَّر مثلاً أنك وضعت في مكان مظلم، هذا المكان وسط محيط مظلم!! هل هناك وضع أكثر ظلمة من هذا الوضع؟! ومع ذلك استغله النبي يونس عليه السلام، وقلب تلك المحنة إلى منحة، وسبَّح لله في مكان لم يعبد فيه الله!! لذلك أنت كما أنت.. أفضل شيء لك ما وجدت عليه!! لا أريد أن أطيل في تلك الجزئية. إن لم أجد البيئة المناسبة صنعتها بنفسي!!أتعرف الكرنب؟! أتعرف لونه؟! لونه من الخارج أخضر، ومن الداخل أبيض!! هل لاحظت ذلك؟! لماذا؟! الكرنب بها جين لون الكوروفيل الأخضر، ونتيجة لتعرض الطبقة الخارجية لضوء الشمس ساعد ذلك على ظهور أثر الجين؛ فصارت الأوراق الخارجية خضراء. الجين موجود، ويظهر أثره إذا ساعدت البيئة على ذلك، وإن لم تساعد البيئة لم يظهر أثره!! كذلك أنت لديك جين الصلاح والإصلاح، لكنك تختلف عن النبات في أنك يمكنك أن تتحكم في البيئة التي حولك؛ لأنك إنسان.. لكنك عندما تخطو خطوات نحو تنمية نفسك ومن حولك ستجد بعض الناس مغلق عقله بترباس (أنت ستغيِّر الكون)!! أجل!! وما المانع.. قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) (المائدة: 32)، فلتكن مؤثراً وليس متأثراً.. فلتكن متبوعاً وليس تابعاً. المصدر: كتاب تنمية مهارات التفكير للأستاذ مصطفى دعمس
| |
|