حمل الملفشخصية الطالب المبدع:1. فضولي... محب للاستطلاع. 2. الجرأة. 3. إنسان مغناطيسي. 4. إنسان حكيم. 5. إنسان مخطط بارع. 6. إنسان مفكر. 7. إنسان منفتح. 8. إنسان اجتماعي. 9. إنسان منسجم متزن. 10. له ملجأ ثابت.
أولاً: الطالب المبدع لديه فضول وحب الاستطلاع: من خلال ممارستي لمهنة التعليم،وهي مهنة تحمل رسالة سامية،من أنبلها خلق جيل مبدع متسلح بالعلم والمعرفة...وهو شعار ومبدأ لكل معلم مخلص ويمون عمله خالصاً لوجه الله تعالى لتحقيق هذا المبدأ.ولأنني أدرس مادة علمية، بعض الطلبة لديهم فضول وحب الاستطلاع،والبعض الاخر يسأل أسئلة غريبة، ولم أبخل على طلابي للوصول إلى الإجابة، ولكن تكون الإجابة من خلال الحوار مع الطلبة أو البحث حتى يستطيع الطلاب للتوصل إلى الإجابة الصحيحة.عنما أسأل سؤالاً أكبر من مستوى الطلبة،بعض الطلبة يصر على عدم أن أعطيهم الإجابة؛وذلك لكي يكون هناك فضول عندهم للبحث وحب الاستطلاع.ربما بالفضول تسمع عن علم جديد... وبشهوة حب الاستطلاع تذهب لتقرأ عنه، وإذا به الذي يتناسب معك تماماً، لذلك لا تكن بخيلاً عندما تشتهي أن تعرف علماً؛ فاذهب وابحث عنه لا تقلل تلك الشهوة النافعة.. انطلق ولا تقتل خواطرك النافعة، لكن لتكن تلك الخواطر وحب الاستطلاع في الخير.. فصدقني – عن تجربة – من سمات هذا العبقري المبدع أن يكون محب لاستطلاع كل شيء نافع ليستفيد منه، ربما يجول بخاطرك هاجس معين عليك أن تتبعه على أسس صحيحة، ربما تصل في النهاية إلى اكتشاف علم جديد، أو ان تكون عالماً في المستقبل .. وهذا ما نبحث عنه وننشده. ثانياً: الجراءة: فالطالب المبدع جريء في تعامله حيي في أخلاقه؛ فعقله جريء وقلبه حيي بريء؛ لأن الإنسان لو تخلى عن صفة الجراءة سينام في بيته، ولن يتعلم شيئاً، بل يحب أن يتجرأ ويخرج.. ومثل هذا الخلق يحتاج لتعود ودفع النفس إلى الأمام حتى تتعوَّد عليه.. أما خلق الحياء؛ فهي زينة أخلاق الإنسان، وقد تناولته في عدة كتب (استراتيجيات تنمية التفكير ، تنمية مهارات التفكير، وكتب تربوية أخرى). ثالثاً: إنسان مغناطيس: له مجال مغناطيسي يجذب الأشياء التي تقترب إليه، بمعنى أن هذا الطالب متفوق يجذب الطلاب الذين حوله إلى التفوق أيضاً. المغناطيس تترتب ذراته مع بعضها، الشمال مع الشمال، والجنوب مع الجنوب لذلك هو الأفضل. وهنا أود أن أنبهك لشيء... أنت عندما تجذب الناس بقوتك المغناطيسية لشيء تحبه يفيدهم طالما أنه شيء نافع؛ فإنه تنجذب إليك من الناحية الأخرى أشياء لا تدري كيف جاءت... لذلك إذا كان لديك ذرات خير رتِّبها، ولتكن مغناطيسيِّاً واجذب الناس لما لديك من أشياء جميلة يستفيدوا بها. رابعاً: الحكمة: لا تظن أن الرجل الحكيم هو من ابيض شعره وانحنى ظهره ووقعت أسنانه وانثنى جلده لا... فذلك شخص أكسح ومكسح، واللفظان صحيحان، والحكمة كلمة جميلة، وما أجمل أن يتحلى بها الإنسان!! إحدى الشخصيات الحكيمة التي عرفت واقترن اسمها بالحكمة هو لقمان الحكيم. (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ اللهِ) (لقمان: 12). فالحكمة محطتها العقل: أول شيء خلق الله القلم ثم النون وهو الدواة، ثم قال له: اكتبْ. قال: وماذا أكتب؟! قال: اكتبْ ما هو كائن إلى يوم القيامة. ثم خلق الله العقل، قال تعالى " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " [الحج/46]
العقل نعمة من أعظم النعم التي اختص الله عز وجل بها الإنسان ، وميزه بها عن سائر المخلوقات ، فقد جعله بالعقل يدرك حقائق الوجود ، ويميز بين الحق والباطل والحلال والحرام ، وبه يهتدي إلى تحقيق المصالح واتقاء المضار ، وبه يتواصل مع بني جنسه ، ولولا العقل لظل الإنسان مثل بقية السوائم التي مازالت تهيم على وجهها في القفار ، ولم تستطع ، بالرغم من ملايين السنين التي مضت على خلقها ، أن تغير شيئاً من أحوالها ، فيما استطاع الإنسان بالرغم من حداثة سنه أن يكون سيد الموقف بلا منازع ، وأن يحقق إنجازات عظيمة فاقت حدود الخيال ، ولم يزل في كل يوم يطالعنا بالجديد والمثير والعجيب ، وما ذلك إلا بفضل هذه الهبة الإلهية العظيمة ... العقل الذي أعانه على التفكير والتدبير والتسخير .
ولهذا نجد القرآن الكريم يحض مراراً وتكراراً على إعمال العقل ، ويعيب على الذين يعطلون عقولهم من التفكر في آيات الله ، والاستجابة لداعي الإيمان ،قال تعالى:
" وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ " البقرة: 171
حتى إنه ليشبههم بالدواب التي لم ترزق نعمة العقل أصلاً : " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ " الأنفال:22 .
وقد عرف التاريخ البشري رجالاً ونساءً قد وهبهم الخالق عز وجل ملكات عقلية هائلة ، إلا أن هولاء اختلفوا في طريقة توظيف هذه الملكات ، فمنهم من سخر عقله في الخير ، فقدم للبشرية إنجازات باهرة وخدمات علمية وفكرية جليلة رفعت من شأنها ، ونقلتها من حال إلى حال ، ووفرت لها وسائل الراحة والسلامة والأمان ومكنت لها في الأرض...
لذلك نحن نتكلم الآن عن العقلاء.. ونريد أن نرتقي إلى منزلة الحكماء!! اجتمع أناس حول وليمة بعدما أنهوا كل الطعام وشبعوا، وكان الطعام لذيذاً خرج أناس فور إنهائهم للطعام (أولئك الجهلة الطائشون). تمهل أناس ثم خرجوا... فرحوا؛ لأن الطعام كان مفيداً فأدرك هؤلاء الناس فائدة هذه الوليمة (العقلاء). تمهل أناس ولم يذهبوا حتى بعد ذهاب كل الناس... انتظروا حتى يشكروا صاحب الوليمة رغم أنه لم يكن موجوداً أو معروفاً (حكماء). فالحكمة مرتبطة بالشكر... (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ اللهِ). فالعاقل هو مَن يدرك الهدف والفائدة من المعرفة التي أهديتها إليه. أما الحكيم: يخترق النعمة ليصل إلى المنعم. فالحكمة قائمة على ركنين (العلم – الحلم)، ولها آفاتان وهما (الجهل والتسرُّع). لذلك الحكيم له عمق في النظر يفكر بعدما يفكر غيره، لذلك هو يعلم ثم يتريث قبل أن يقرِّر. · كيف أكون حكيماً؟! هذا هو المهم!!ولتبسيط هذا الموضوع تأمل درجات ومراتب الحكمة... والتي أن طبقتها قد أصبحت حكيماً!! المرتبة الأولى للحكمة: (أن تعطي كل شيء حقه؛ فلا تعديه حده، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخره عنه). فعندما نقوم بعمل... لا يأخذ أكبر من قدر ولا أصغر ولتفعله قبل وقته ولا بعد وقته يعني: إصابة الهدف العملي مكانيّاً وزمنيّاً). المرتبة الثانية للحكمة: (أن تفهم علل الأشياء وحكم وجودها وحدوثها) وهي درجة عالية من العقل بحيث تنظر، فتدرك علة وتفسير منطقي لما تراه لماذا أنا ولدت هنا في هذا المكان وفي هذا الزمان؟! حينما تعرف السبب تكون أصبت الحكمة. الحكمة: أن زمانك ومكانك الذي فيه أنت الآن هو الأفضل لك على الإطلاق، فلو كنت بوضعك هذا في زمان أو مكان آخر لحدث شيء سيء، لذلك عندما تدرك علة وحكمة وغاية وجودك... تضطر إلى الشكر (شكر الله)، وهذا هو أحد أهداف الحكمة. المرتبة الثالثة للحكمة: (أن تبلغ في الاستدلال البصيرة... وفي إرشادك الحقيقة... وفي إشارتك الغاية) أعلم أنه قد يكون صعب فهم هذا الكلام... ولكن لا تقلق سأترجم لك الآن.. عندما تستدل وتبحث وتبلغ البصيرة فيما تبحث، وعندما ترشد الناس يبلغوا الحقيقة بإرشادك لهم، وعندما تشير بعقلك تشير إلى الغاية المطلوبة... وحينئذٍ تصل تلقائياً إلى منزلة الفراسة... فعندما تتحول أفعالك إلى أفعال من ورائها أهداف تقوم بعمل الفعل لهدف ولحكمة وعلة تكون قد ارتقيت درجات ومنزلة الحكمة. علمية | عملية |
الاطلاع على بواطن الأمور وربطها واكتشاف ارتباط السبب بالمسبب.
| وضع الشيء المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.
|
الحكيم: (مَنْ ملك هواه) وجاء من لفظ حكم أي: ملك، والمعنى أنه ملك وقهر هواه هي صار حاكماً على نفسه، ولما أوتي العلم أضاف إلى ما عنده فصار حكيما. (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (البقرة: 269). لذلك: · فكِّر وحاول جمع المعلومات عن الشيء. · تريث واربط الموضوع وضعْ بذكائك حيلة. · تصرف سلوكيّاً لتعرف المناسب في ذلك الموقف. · لتكن طريقة تفكيرك واستدلالك مختلفة عن كلِّ الناس. · اخترق الأسباب لتصل إلى المسبب. مع تحيات : مدير الملتقى : الأستاذ مصطفى دعمس