الجوانب التي يتضمنها التخطيط للدرس اليومي:
لا يوجد نموذج موحد يتفق عليه التربويون في إعداد خطة التدريس اليومية، إلا أن هناك جوانب أساسية يجب أن تشتمل عليها هذه الخطة وهي كما يلي:
1- عنوان الدرس:
يجب على المعلم مراعاة الدقة في تحديد عنوان الدرس، حيث يخطئ بعض المعلمين ويكتبون عنوان الوحدة بدلاً من عنوان الدرس، وبالتالي يكون العنوان على درجة كبيرة من العمومية ويكون غير صادق لأن محتويات الدرس وعناصره لن تغطي الموضوع بأكمله، أو يضطر المعلم إلى إدخال عناصر في الدرس سوف يأتي مجالها في درس آخر، كذلك إذا وضع المعلم عنوان الوحدة بدلاً من عنوان الدرس فسوف يضطر إلى كتابة نفس العنوان لأكثر من درس، وعلى ذلك ينبغي على المعلم أن يتحرى الدقة في كتابة عنوان الدرس وبذلك يسهل عليه تحديد أهداف كل درسٍ تحديداً دقيقاً وصادقاً مع محتوى الدرس والخبرات التعليمية التي يتضمنها.
2- الأهداف السلوكية:
وهي النتائج التعليمية المتوقع أن يحققها المتعلمون بعد الانتهاء من تدريس الدرس اليومي، ويجب على المعلم مراعاة الدقة في صياغتها بحيث تصف سلوك المتعلمين المتوقع نتيجة للتعلم، وتكون واقعية مقابلة للتحقيق في ضوء الإمكانات المتاحة سواء الإمكانات المادية أو البشرية أو الزمنية، كما توضع في صورة إجرائية يمكن ملاحظتها وقياسها، وتكون متنوعة شاملة لجوانب المتعلم المختلفة.
3- خطة عرض الدرس:
وتشتمل على وصف تفصيلي لما سيقوم المعلم والمتعلمون بعمله من أجل تحقيق أهداف الدرس منذ بدء الحصة وحتى نهايتها، فتتضمن كيفية إثارة المتعلمين للتعلم في بداية الدرس وعرض المادة العلمية مع بيان الوسائل والأساليب والأنشطة التعليمية المستخدمة لذلك وتشتمل على:
أ) التهيئة:
وتهدف إلى إثارة اهتمام المتعلمين بموضوع الدرس، ويمكن أن يتم ذلك بعدة وسائل منها: إثارة مشكلة تشعر المتعلمين بقيمة الدرس وأهميته لهم، أو توجيه أنظارهم إلى ظاهرة تحدث في حياتهم اليومية تتصل بالدرس ومناقشتها معهم، أو توضيح التطور التاريخي لموضوع الدرس، أو توجيه بعض الأسئلة الشفهية المتعلقة بالدرس السابق لربط الخبرات السابقة بالخبرات الجديدة، ويمكن للمعلم إثارة اهتمام المتعلمين بموضوع الدرس من خلال عرض فيلم تعليمي أو إجراء تجربة عملية أو عرض توضيحي أو عرض بعض الصور والنماذج وغيرها من الأنشطة الاستهلالية المناسبة لموضوع الدرس.
ب) عرض مادة الدرس:
ينبغي على المعلم مراعاة أن الكتاب المدرسي ليس المصدر الرئيس لمادة الدرس، وأنه يحتاج إلى مصادر إضافية من أجل إعداد المادة الدراسية إعداداً جيداً، ويجب اختيار مصادر موثوقة من الناحية العلمية، ومناسبة لمستوى المتعلمين، مع مراعاة ألا تكون تكراراً لما يتضمنه الكتاب المدرسي، بل تشتمل على مزيد من الشرح والتفسير والتوضيح إلى جانب بعض التطبيقات المناسبة، ويفضل أن يعرض المعلم مادة الدرس في صورة خطوات أو عناصر مترابطة مع بعضها مراعياً الانتقال من البسيط إلى الأكثر تعقيداً ومن المحسوس إلى المجرد.
4- الأنشطة التعليمية:
يقصد بالنشاط التعليمي كل نشاط يقوم به المعلم أو المتعلمون أو كلاهما معاً بغرض تحقيق أهداف معينة سواء تم هذا النشاط داخل حجرة الدراسة أم خارجها، ومن المهم أن يستخدم المعلم عدداً متنوعاً من الأنشطة التعليمية في التدريس، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
1- جذب انتباه المتعلمين لأطول فترة ممكنة.
2- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
3- تأكيد إيجابية المتعلم ونشاطه في العملية التعليمية.
أسس اختيار الأنشطة التعليمية: يتوقف اختيار المعلم للنشاط التعليمي على أمور عديدة منها:
1- ارتباط النشاط التعليمي بالأهداف المرجو تحقيقها.
2- أن تكون ذات علاقة بمحتوى الدرس.
3- مراعاة طبيعة المتعلمين وميولهم.
4- مناسبة الأنشطة لإمكانات المدرسة.
5- خبرة المعلم.
5- الوسائل التعليمية:
من المعروف أن الوسائل التعليمية تمثل أدوات لمساعدة المتعلمين على فهم كثير من المفاهيم المجردة، لذلك فهي تعد من الأركان الأساسية لخطة أي درس من الدروس؛ لأنها إذا تكاملت مع الأنشطة التعليمية المصاحبة وطرق التدريس ومادة الدرس يكون لها دورها الفعال في تحقيق أهداف الدرس، ومن الواجب على المعلم أن يراعي عند اختياره للوسائل التعليمية مناسبتها لموضوع الدرس، وكذلك لمستوى نضج المتعلمين وميولهم واهتماماتهم، ومناسبتها أيضاً للأنشطة التعليمية السابق تحديدها.
6- الكتب والمراجع:
يدون المعلم في خطته التدريسية الكتب والمراجع التي سيحتاج هو وطلابه إلى الاطلاع عليها في أثناء تخطيطه وتنفيذه للدرس، ويصنفها إلى كتب ومراجع خاصة بالمعلم، وكتب ومراجع خاصة بالمتعلمين.
أ) الكتب والمراجع الخاصة بالمعلم:
وهي المصادر التي يحتاج الاطلاع عليها لإثراء مادته العلمية وإمداده بالمزيد من المعلومات عن موضوع الدرس مما يمكنه من الإجابة عن أسئلة المتعلمين واستفساراتهم بثقة وتمكن، وقد تفيده هذه المصادر في تنفيذ الأنشطة التعليمية المختلفة، وتزوده بالاقتراحات المناسبة لتنفيذ هذه الأنشطة بأنواعها المختلفة، سواء كانت تجارب عملية أو عروض توضيحية أو رحلات علمية وزيارات ميدانية وغيرها.
ب) الكتب والمراجع الخاصة بالمتعلمين:
وهي المصادر التي يوجه المعلم طلابه للاطلاع عليها للحصول على مزيد من المعلومات حول موضوع الدرس، أو للبحث عن إجابات للأسئلة والمشكلات التي تثار خلال الدرس، أو لكتابة تقارير ومقالات حول بعض الموضوعات المرتبطة بالدرس.
7- الملخص السبوري:
ويقصد به ملخص الدرس الذي يكتبه المعلم على السبورة موضحاً العناصر الأساسية التي يتضمنها الدرس، بما يساعد المتعلمين على تتبع الدرس وفهمه، والقاعدة الأساسية هي أن يؤخذ الملخص السبوري من أفواه المتعلمين مرحليا بعد الانتهاء من شرح كل عنصر من عناصر الدرس، ويسجل على السبورة بعد أن يقوم المعلم بتصويبه علمياً ولغوياً دون التقيد بما سجله مسبقاً في الخطة التدريسية، وبذلك تتاح الفرصة للمتعلمين للتعبير عما فهموه واستوعبوه من الدرس، ويتمكن المعلم من تأكيد الفهم الصحيح للمعلومات لدى المتعلمين وتصحيح الفهم الخاطئ لها.
8- التقويم:
يصف فيه المعلم الأنشطة المتبعة من أجل قياس مدى تحقق الأهداف الإجرائية الموضوعة للدرس، ولا يهدف التقويم إلى إصدار حكم على المتعلمين، ولكنه يهدف إلى تعرف مواطن القصور أو الضعف حتى يمكن تلافيها، وتعرف مواطن القوة حتى يمكن تأكيدها، وهو عملية مستمرة ينبغي أن تبدأ مع بداية تنفيذ الدرس، وتستمر خلال عرض الدرس وبعد الانتهاء من عرضه، وعادة ما يقوم المعلم بتسجيل الأسئلة التي تقيس مدى اكتساب المتعلمين للمعارف والمعلومات المتضمنة بالدرس، ثم يقوم بتوجيه هذه الأسئلة شفهياً لطلابه مرحلياً أثناء تدريس الدرس، أي بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الدرس، بهدف الربط بين العناصر التي يتضمنها، كما يقوم بتوجيه جميع الأسئلة مرة أخرى في نهاية الدرس بهدف المراجعة.
9- الأنشطة الإضافية (الواجب المنزلي):
من المعروف أن عملية التعلم عملية مستمرة ولا تقتصر على ما يحدث داخل حجرة الدراسة، كما أن وقت الحصة لا يكفي عادة لمشاركة جميع المتعلمين في الأنشطة التعليمية، إضافة إلى أنه لا يكفي للقيام بجميع أوجه النشاط اللازمة لتحقيق الأهداف المرغوبة، كذلك قد يتطلب تنفيذ بعض هذه الأنشطة مجالاً يختلف عن مجال حجرة الدراسة، لذلك فإن المعلم يقوم بتكليف المتعلمين بالقيام ببعض الأنشطة بعد الانتهاء من الدرس، بهدف تعزيز التعلم مع اعتبارها جزءاً مكملاً للعمل داخل حجرة الدراسة، وتعرف هذه الأنشطة بالأنشطة الختامية أو الإضافية أو الواجب المنزلي (الطناوي 2009م:ص41).