عدد المساهمات : 1749 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 53 الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس
موضوع: التخطيط التربوي السبت سبتمبر 16, 2023 11:09 pm
التخطيط التربوي ..
للتخطيط عدة تعاريف ومعاني كثيرة ويستخدم للوصول إلى أهداف مستقبلية يراد تحقيقها ويتم تنفيذها حسب اإلمكانيات المتاحة. ومن تعاريف التخطيط ”هو نشاط أنساني منظم ، شامل ومستمر لتحقيق األهداف المحددة في إطار اإلمكانات المادية والبشرية . التخطيط بمفهومة العام على مستوى الدولة: هو مجموعة العمليات الذهنية التمهيدية القائمة على أتباع المنهج العلمي والبحث االجتماعي وأدواته لتحقيق أهداف محددة لرفع المستوى االقتصادي أو االجتماعي أو الثقافي والتربوي أو جميعها لتحقيق سعادة الفرد ونمو المجتمع.
يعرف التخطيط في مفهومه العام بأنه : مجموعة من التدابير المحددة التي تتخذ من أجل تحقيق هدف معين. ومن هنا فإنه يتميز بالنظرة المستقبلية والتنبؤ بمختلف المشكلات التي يمكن مواجهتها والتحضير للحلول في حال وقوع هذه المشكلات. وبرأي هنري فايول فإن التخطيط: “يشمل التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل متضمنا الاستعداد لهذا المستقبل”. وعرفه هيمز بأنه: “عملية إدارية متشابكة تتضمن البحث والمناقشة والإتقان، ثم العمل من أجل تحقيق الأهداف التي تنظر إليها باعتبارها شيئا مرغوبا فيه”
بعد أن قدمنا تعريف التخطيط بمفهومه العام والشامل، نحاول فيما يلي تعريف التخطيط التربوي باعتباره من أهم مجالات التخطيط التي يتوقف عليها تحقيق التنمية المنشودة والتطوير المنتظر، وذلك لارتباطه المباشر بالإنسان صانع التنمية والمستهدف من كل عمليات التخطيط . وهذه فيما يلي بعض التعاريف للتخطيط التربوي لنخلص في الأخير إلى تقديم مختلف العناصر المرتبطة به، حتى يكون فهمنا له شاملا ودقيقا - رسم للسياسة التعليمية في كامل صورها رسما ينبغي أن يستند إلى إحاطة شاملة أيضا بأوضاع البلدان السكانية وأوضاع الطاقة العاملة والأوضاع الاقتصادية والتربوية والاجتماعية “. - التنبؤ بسير المستقبل في التربية والسيطرة عليه من أجل الوصول إلى تنمية تربوية متوازنة وإلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية المتاحة، وإلى الربط بين التنمية التربوية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة”. - تحويل الغايات والمقاصد والأهداف، التي تم رسمها إلى مرام (كمية غالبا) وإلى برامج ومشروعات، مستخدما بوجه خاص لاسيما في ما يتعلق بالجوانب الكمية للتخطيط التربوي، طرائق وتقنيات حسابية معينة، ولاسيما في الإسقاطات والتنبؤات؛ بحيث يتم تحديد الصورة الكمية العددية للنظام التربوي خلال سنوات الخطة: سواء في ما يتصل بأعداد الطلاب (موزعة على مراحل التعليم وأنواعه) أو أعداد المعلمين والإداريين أو أعداد الصفوف، أو فيما يتصل بالأبنية والتجهيزات المدرسية، أو فيما يتصل بكلفة الخطة وتمويلها، سواء كانت تلك من مقومات النظام التربوي ومدخلاته أو مخرجاته، هذا إضافة إلى تحديد المرامي الكيفية تحديدا دقيقا وكميا حيث يمكن ذلك. وأهم ما تتصف به عملية التخطيط التربوي هذه، مرونتها عن طريق مراجعتها دوما وتقييمها أثناء التطبيق، وعن طريق إعادة النظر في شرائحها السنوية، ثم عن طريق تقييمها الختامي الذي يؤخذ في الاعتبار عند إعداد الخطة الموالية”
مفهوم التخطيط التربوي على مستوى الدولة: هو رسم للسياسة التعليمية بكامل صورتها مع مراعاة أوضاع البلد السكانية واالقتصادية واالجتماعية وأوضاع الطاقة العاملة، وذلك من أجل تنمية العنصر البشري الذي هو رأس مال كل أساس وتطور.
أهمية التخطيط التربوي لقد فرض التخطيط التربوي نفسه، لما له من دور كبير في تحديد مكانة النظام التربوي في الاستراتيجية التنموية الشاملة، ويمكننا إبراز أهمية التخطيط التربوي من خلال العناصر التالية
هدور الإيجابي في التعرف على إمكانات المجتمع المعنوية والمادية والبشرية، وتشخيص الواقع بمجالاته المختلفة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
تحديد الأهداف التربوية والتعليمية، وترتيبها حسب الأولوية التي تمثلها في حاجات المجتمع؛
3- ترجمة الأهداف إلى خطط ومشروعات وبرامج تربوية وتعليمية في آجال زمنية محددة .
4- الاختيار بين البدائل المتوفرة في البرامج والوسائل والإجراءات ما هو أنسب لتحقيق متطلبات تنمية المجتمع، وما يناسب الإمكانات والموارد المتاحة .
تمكين النظام التربوي من مسايرة التطورات والاتجاهات التربوية المعاصرة واستدراك مكامن الخلل التي وقعت في الماضي .
6- زيادة الإنتاج والدخل القومي ومعدل النمو، لما يشكله من إبراز الدور الاستثماري للنظام التربوي .
7- تحقيق الرؤية الشاملة لمختلف متطلبات التنمية، وهذا من خلال التنسيق الذي يقوم به المخططون مع مختلف الجهات والأجهزة سواء في المجال التعليمي أو غيره من المجالات .
اقتصاد الجهد والوقت والمال، نظرا لدوره في تجنيب التداخل والجهد المضاعف، بحيث من شأن التخطيط الجيد أن يحدد دور كل الأجهزة القائمة على التعليم، دون تداخل بينها في القيام بالمهام المنوطة بها .
9- كما يشكل التخطيط التربوي في كلياته وجزئياته الوسيلة الرئيسية لتطوير الأنظمة التربوية، لأنه بدون تخطيط لا يمكن تحديد مستقبل النظام التربوي، وبالتالي تحديد الفروق الإيجابية بين واقع النظام التربوي والمستوى الذي ينبغي أن يكون عليه في المستقبل .
10- كل ما سبق يؤكد على أن التخطيط التربوي ليس مجالا ثانويا ولا عنصرا زائدا، بل إن مستوى كل أمة من النمو يتحدد بمدى قدرتها على التخطيط العلمي الفعال البعيد كل البعد عن الارتجالية والآنية والقرارات المزاجية المتسرعة، التي لا تحسب للمستقبل حسابه، فتفشل في تنميتها وتبتعد عن ركب الدول المتطورة .