الإبداع والابتكار : إن هناك من فرق بين الإبداع والابتكار باعتبار أن الابتكار أعلى مستوى من الإبداع ، فالإنسان يمكنه أن يحقق الإبداع ، ولكن قد يكون سبقه أو تساوى معه غيره ، فبذلك يكون مبدعًا ، ولا يكون في ذلك ابتكارًا. ولكنه عندما يصل إلى شيء مبدع لم يسبقه إليه غيره فهو الابتكار.
وهناك ومن يرى أن الابتكار مفهوم واسع يشمل كل الاكتشافات العلمية والاختراعات والإبداعات الفنية والأدبية وكل التطورات والتجديدات الأصلية على مستوى العالم كله .
وهناك من فرق بين الإبداع والابتكار أيضًا باعتبار أن الابتكار "هو ذلك الجزء الملموس والمرتبط بالتنفيذ، والابتكار جزء من الإبداع فلا يوجد ابتكار بدون إبداع . وهذا ما أكده ميجر عندما عرّف الإبداع بأنه « العملية التفكيرية التي تساعد على توليد الأفكار » بينما عرّف الابتكار على أنه « التطبيق العملي لمثل هذه الأفكار من اجل تحقيق الأهداف بطريقة أكثر فعالية .
يرى بعض العلماء أن ثمة فرق بين الإبداع والابتكار إذ أن الإبداع يتناول الجانب النظري والابتكار هو الجانب التطبيقي ، وبمعنى آخر أن أية فكرة أصيلة جديدة فهي فكرة مبدعة ، ولكن إذا تحولت هذه الفكرة إلى واقع حقيقي ملموس فإنها تتحول إلى ابتكار . إلا انه لا يوجد فرق حقيقي متفق عليه بين الإبداع والابتكار أو بين التفكير الإبداعي والتفكير الابتكاري ، فكلا المصطلحين وجهين لعملة واحدة ، فتارة يستخدم المتخصصون مصطلح الإبداع أو التفكير الإبداعي وتارة يستخدمون مصطلح الابتكار أو التفكير الابتكاري ، وتارة يتم الجمع بين المصطلحين ، والمقصود واحد من هذين المصطلحين .
أن العلاقة بين الإبداع والابتكار علاقة ارتباطيه وثيقة ، فالابتكار نتاج للإبداع إذ لا يمكن وجود ابتكار بدون إبداع ، ولا إبداع بدون ابتكار، فالابتكار يساعد على وضع الأفكار الإبداعية موضع التنفيذ
"أن الإبداع أو الابتكار هو درجة الخلق والابتكار لدى الفرد ، ويتميز الإبداع بالانحراف بعيداً عن الاتجاه الأصلي والانشقاق عن التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كلية" .
وهناك من يرى أن الابتكار أخصُ من الإبداع ؛ لان الابتكار له الَسبْق إلى الإبداع مثل ابتكار الخليل بن أحمد علمَ العروض ، فان الخليل لم يسبِقه أحد إلى ابتكار هذا العلم ، لكن عندما جاء الاندلسُّيون وطوِّروا هذا الفن واخترعوا الموشِّحات ، لم يكن عملهم هذا ابتكاراً ، لأنه قد سبقِهُم إلى ذلك سابق هو الخليل ، فيكون عِلم الخليل ابتكار وإبداع ، وعِلم الأندلسيين والموشَّحات التي اخترعوها إبداع فقط ، فالابتكار اخص من الإبداع والإبداع اعمّ .
إلا أن هذين المصطلحين استعملا في كثير من الكتب العربية كمترادفين ، فالإبداع يعني الابتكار والابتكار يعني الإبداع. وممن أشار إلى ذلك:
1. احمد عكاشة إذ أورد مصطلحات مرادفة للنشاط الإبداعي وهي: (النشاط العبقري ، النشاط الابتكاري ) .
2. الدردير إذ أشار على أن الإبداع والابتكار شيء واحد .
3. الكسندرو روشكا إذ أورد مصطلحات مرادفة للإبداع وهي: العبقرية ، الابتكار ، الاختراع
4. احمد حسن عيسى إذ قدم عدة مرادفات للإبداع وهي العبقرية ، والخلق ، والابتكار.
5. عبد الستار إبراهيم إذ أورد العبقرية ، الموهبة ، الابتكار
6. عبد المختار وعدوي إذ أوردا الاختراع والخلق والابتكار كمترادفات للإبداع ، وأن هذه المفاهيم ما هي إلا الخروج عن ما هو تقليدي والإتيان بالجديد ، ومحاولة تطبيقه بالواقع ، والاستفادة منه والوصول لحل المشكلات بطرق جديدة
7. كما عرّف ( منسي ، 1987م ) الابتكار بأنه قدرات الطلاقة والمرونة والأصالة وهي مكونات أو مهارات الإبداع التي أشار إليها كل من جيلفورد وتورانس .
8. كما أشار ( عمارة ) إلى أن الإبداع أو الابتكار أو التجديد كمفهوم واحد وأنها صفة من صفات الشخص العبقري) .
9. كما أشار (علام ) إلى المصطلح الانكليزي Creativity الإبداعية بمعنى الابتكارية
10. كما أورد كل من (سليمان و احمد ،2001م ) مصطلح التفكير الإبداعي والابتكاري كمترادفين .
11. كما يذكر ( هيجان ، 1999م ) أن مفهوم " الإبداع " و " التفكير الإبداعي" و "التفكير الابتكاري" هي مصطلحات مترادفة تعني شيئاً واحداً وان اختلفت المصطلحات الواردة في كل منها.
12. كما أورد (محمد ، 2005م ) الابتكارية بوصفها مرادفا للإبداع .
13. كما أشار (هوفمان ، 2010م، ) إلى أن الإبداع والابتكار مفهوم واحد .
يرى الباحثان أن هناك تداخلاً وفرقاً بين مصطلحي الإبداع والابتكار ، وأن هذا الفرق والتداخل هو في المستوى وليس فرقاً في النوع ، والبحث في ذلك قد يبعد الباحث عن أهداف بحثه ، ولهذا وسوف يستخدم الباحث في دراسته المصطلحين الإبداع والابتكار بمعنى واحد.