أنواع ومُستويات الإبداع :
حدد تايلور خمسة مستويات للإبداع هي :1. الإبداع التعبيري Expressive Creativity : وهو التعبير المستقل ، الذي يتميز بالجدة والأصالة بحيث يكون الناتج غير مهم ، كما هو الحال في الرسم التلقائي عند الأطفال .
2.الإبداع المنتج ( الإنتاجي) Technical Creativity : وهو الإنتاج العلمي أو الفني ،الذي يتميز نحو الحد من انطلاق وحرية الأفكار ، ليتم تطوير طرائق الحصول على إنتاج مكتمل .
3.الإبداع ألاختراعي : وهو ابتكار المخترعين والمكتشفين ، ويستلزم براعة في إيجاد مجموعة فريدة أو نادرة من العلاقات خلال الأشياء أو المواد والتقنيات .
4.الإبداع الابتكاري Creativity Innovative: وهو تطوير المهارات من خلال الإحاطة بالفكرة المجردة.
5.الإبداع الفجائي(الطارئ) Emergentive Creativity : وهو وضع مبدأ أو افتراض جديد تماماً يؤدي الى ظهور أفكار مدرسة جديدة .
أما زالتمان ودونكمان وهولبك فقد صنفوا الإبداع وفقاً للمحاور الآتية :
1. الإبداع المبرمج والإبداع غير مبرمج .
2. الإبداع القائم على أساس الوسائل والغايات .
3. الإبداع المتعلق بدرجة الجدة أو التطرف في الإبداع
بينما نجد ميلر (Miller) صنّف الإبداع وفقاً للمجال الذي يحدث فيه الإبداع إلى سبعة أنواع هي : الإبداع الفكري ، والإبداع المادي التلقائي ، والإبداع المتعلق بالإحداث أو العمليات ، والإبداع التنظيمي ، والإبداع المتعلق بتطوير المجالات التعاونية ، والإبداع التغييري .
كما يتضمن السلوك الإبداعي عدة أبعاد للإبداع كالآتي :1. البُعد المعرفي :ويقصد به ما يتضمنه السلوك الإبداعي من قدرات عقلية وعمليات وأساليب معرفية وقدرات ذاكرة من تخزين واستيعاب .2.البعد الوجداني :ويقصد به ما يتضمنه السلوك الإبداعي من دوافع وميول وعواطف وخصائص شخصية للفرد المبدع .3.البعد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي :ويقصد به الخلفية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي يُمثل فيها الفرد المبدع مساحة كبيرة .4.البُعد الجمالي والتعبيري الاستمتاعي :ويقصد به السمات الشخصية للفرد المبدع التي تطغى على أدائه عندما يتفاعل مع مُعطيات الموقف أو المشكلة التي تتطلب السلوك الإبداعي ويندرج تحت معنى الإبداع كل من :
1. الاختراع :
وهو عبارة عن إنتاج مرّكب من الأفكار ، أو بإدماج جديد لوسائل من اجل غاية معينة ، مثل اختراع "جراهام بل" (للتليفون) .
في حين يرى الحمادي أن الاختراع هو الإبداع أو الابتكار ، لكنه يميز الاختراع بأنه محصور في الجانب العملي التقني الذي يمكن لمسه أو رؤيته أو سماعه ، ولذا فالاختراع نوع من أنواع الإبداع ، والإبداع أكثر شمولية من الاختراع ، إذ يمكن أن يكون الإبداع في المجال العملي التقني ، كما ويمكن أن يكون في المجال الأدبي أو الفني أو السياسي أو غيرها من المجالات .
2. الاكتشاف :
الذي يُطلق على اكتساب معرفة جديدة بأشياء كان لها وجود من قبل . سواء كان هذا الوجود مادياً ، أو كان نتيـجة ترتبـت على معلومات سبق وجودهــا . مثل اكتشاف كريستوفر "كولومبس" ( لجزر الهند الغربية ) واكتشاف " فليمنج " (للبنسلين) .
أن الاكتشاف يختلف عن الابتكار والإبداع ، فالاكتشاف لا يستدعي بالضرورة تأمل وتخيل كما انه ليس فكرة تتطور لتصبح في النهاية إنتاجاً متميزاً ، وإنما يكفي أن يظهر الشيء ويبدو للمرء ليكون مكتشفاً ، والاكتشاف بمعناه العام يمكن أن يكون مرحلة من مراحل الإبداع ، إذ يكتشف المبدع فكرة ما ثم يطوّرها لتصبح في النهاية ابتكاراً .
3. الإبداع الأدبي والفني :
إذ يذهب بعض المفكرين إلى التمييز بين المبدعين من العلماء المخترعين والمكتشفين من ناحية ، وبين المبدعين من الأدباء والشعراء والفنانين من ناحية أخرى . فيرون الإبداع في الفنون والآداب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشخصية المبدع وحياته الذاتية : فمثلاً إبداع رواية "عطيل" مرتبط بشخص (شكسبير) ، لأنه برغم ازدهار فن "الدراما" ، أو فن المسرح كتابة وتمثيلاً ، في العصر الإليزابيثي ، حتى إذا لم يوجد شكسبير ، لم يكن لأحد غير شكسبير برغم اعتماده على الروائيين السابقين عليه أن يكتب "عُطيلاً" . ومع أن كل عناصر "عُطيل" قد تناولها شعراء آخرون ، فان إدماج شكسبير لهذه العناصر يجعلنا إزاء عقل شكسبير بالذات . ويرجع تأكيد تفرد العمل الأدبي والفني ونسبته إلى "شخص" مبدعه الأديب أو الفنان غالباً إلى سببين ، الأول : الانبهار الذي يحدثه العمل الأدبي في متلقيه . والآخر : تأخر الدراسات العلمية للإبداع الأدبي والفني عن الدراسات العلمية للإبداع في مجال العلوم
4. العبقرية :
يقال أن وصف "عبقري" مشتق من عبقر وهو واد به قرية تسكنها الجن في الجزيرة العربية ، وكان العرب كلما رأوا شيئا فائقا غريبا مما يصعب عمله ، أو شيئا عظيماً في ذاته ، نسبوه إلى هذه القرية فقالوا عبقري . ثم اتسعوا في هذا الاستعمال فنُسب كل شيء جيد إلى عبقر . حتى سمي السيد الكبير عظيم المكانة ، فيقال عبقري القوم أي سيدهم . وقيل أيضاً أن العبقري هو الذي ليس فوقه شيء ، كما استعمل لفظ العبقري بمعنى الشديد .
العبقرية هي محاولة لتخليص المجتمع من بعض المتناقضات في أحد ميادين النشاط الإنساني . فالعبقري هو الشخص الذي يُقدّم إلى الإنسانية انتصاراً في اتجاه ما ، لم تحرز مثله الغالبية العظمى من أبناء المجتمع . ومعنى ذلك أن العبقري ظاهرة نادرة في الحياة . بدأت دراسة العبقرية دراسة موضوعية منهجية بعد الحرب العالمية الأولى ، وأن أي عبقري هو إنسان عادي ، لكنه يختلف عن غيره في درجة الميول والإبداع وليس في النوع . وثمة رأيان في تكوين العبقري :
1. إما انه ملهم عن طريق قوى غريبة .
2. وإما أنه غير طبيعي أو مجنون .
اهتم أفلاطون بدراسة العبقرية ، وكان له رأي ساقه في جملة واضحة هي : " أن الشاعر أو الفنان أثيري مقدس ذو جناحين لا يمكن أن يبتكر قبل أن يتلقى الوحي والإلهام ، فيفقد صوابه وعقله ، أما إذا احتفظ الإنسان بعقله فلن يستطيع أن ينظم شعره " . وبعد أفلاطون ، بدأ الناس يؤمنون بأن العبقرية الهام بدون دراسة ثم ما لبثوا أن ربطوا علاقة العبقرية بالمرض العقلي ، فكان سقراط على سبيل المثال يعاني من أعراض كثيرة من المرض العقلي ، وكان يصاب بنوبات من الغيبوبة والتخشب والهلوسة. كذلك كان باسكال عبقري الرياضة والفلسفة يعاني من كثير من أعراض الجنون وبخاصة الهلوسة . وهذه الفكرة عن العبقرية والجنون كانت موجودة بصورة مبالغ فيها في القرن الثامن عشر ، ومصدرها الفرنسيون والايطاليون إذ انبروا منادين بأن العبقرية ما هي إلا الهام وجنون . جاء بعد ذلك لامبروزو ليقدم نظريته عن العبقري ، رابطاً بين العبقرية والجنون ، وبين شكل الإنسان الخلقي والعبقري ، فشكل الأنف أو الجبهة أو الفم يرتبط بنوع الشخصية ، وان كل شكل له علاقة مع نوع المرض النفسي والعبقرية
أن مفهوم العبقرية حتى أيام سبيرمان كان يقصد به القدرة على الإنتاج الابتكاري ، وكان محك العبقرية الوحيد هو ما أنتجه الفرد ، وما يؤدي إليه هذا الإنتاج من وصول الفرد إلى مركز مرموق في مجتمعه ، وهكذا كانت العبقرية لا ترتبط إلا بنفر قليل من الكبار ، ولم يكن يوصف بها الأطفال
ويرى القَرني أن بين العبقرية الإبداع عموم وخصوص مطلق ، فكل إبداع عبقرية وليس كل عبقرية هي بالضرورة إبداعاً .
بينما يرى مصطفى سويف أن العبقري الذي يعبر حدود مجتمعه ، ويسبق عصره .
في حين يذكر "الرخاوي" أن العبقري يكاد يكون هو المبدع في أغلب الأقوال وخاصة أن اللغة العلمية الحديثة تفضل استعمال كلمة مبدع .
كما يرى البعض أن الإبداع هو خاصية أو مظهر أساسي من مظاهر العبقرية ، إذ أن العبقرية الحقة هي التي تضيف إلى العالم كل جديد وتثريه وتضيف إلى غناه بوجودها الذاتي وإبداعها