طرق تعزيز الإبداع داخل غرفة الصف :
أن التعليم كغيرها من العمليات العقلية العليا تتأثر بعوامل متعددة ومتنوعة داخل البيئة التعليمية ، كطريقة التدريس ، ووسائل التقويم والمناخ الصفي ، والعلاقة بين المدرس والطالب ، كل هذه العوامل لها أثرها المباشر في تشجيع وتنمية التفكير الإبداعي لدى الطلبة من حيث هم أفراد لهم خصائصهم الشخصية نتيجة عمليات التفاعل لهذه العوامل .
وقد أشارت الدراسات إلى عدة خصائص مهمة للبيئة الصفية المؤدية للإبداع منها :
1. التأكيد على قيمة الإبداع : فإذا أردنا أن نشجع طلبتنا على السلوك الإبداعي علينا :
أ- أن نشجع ونكافئ الاستجابات والأفكار غير العادية ، فعلى سبيل المثال : علينا أن نظهر دهشتنا عندما ينتهي طلبتنا الواجب بطريقة فريدة وغير عادية .
ب- الاشتراك بأنفسنا في أنشطة الطلبة الإبداعية .
2. التركيز على المكافآت الداخلية : فعادة ما يكون الطلبة أكثر إبداعاً عندما ينشغلون في الأنشطة التي يشعرون من خلالها بالمتعة ، والفخر في انجازها ، ويكون الإبداع بدرجة قليلة عندما يكون انجاز العمل مرتبط بمكافآت كالدرجات .
لذلك يمكننا تسريع الإبداع بإعطاء الطلبة الفرص لاكتشاف ميولهم واهتماماتهم الخاصة التي تشعرهم بالدهشة والاعتزاز ، وعلينا أن لا نقلق كثير من الطلبة بخصوص درجاتهم .
3. التركيز على الوصول بالطلبة إلى مستوى الإتقان في مجال معين : يحدث الإبداع في موضوع معين عندما يتقن الطلبة ذلك الموضوع ، ولا يحدث الإبداع إذا لم يفهم الطلبة الموضوع بشكل جيد ، لذاك فان الطريقة المهمة لتسريع الإبداع هي مساعدة الطلبة لإتقان محتوى الموضوع .
4. طرح الأسئلة المثيرة للتفكير : يميل الطلبة إلى التفكير بطريقة إبداعية عندما نسألهم أسئلة تتطلب استعمال المعلومات التي قد تعلموها مسبقا بطرق جديدة ، وهذه عادة ما تسمى بالأسئلة ذات المستوى العالي ، الأسئلة التي تتطلب من الطلبة أن ينخرطوا في التفكير التباعدي .
5. الحرية في اخذ المخاطر : يبدو الإبداع أكثر ظهورا عندما يشعر الطلبة بالحرية ، ولا يظهر الإبداع عندما يخاف الطلبة من الفشل . ولتشجيع المخاطرة ، علينا أن نسمح للطلبة أن يشتركوا في الأنشطة بدون تقويم أدائهم .
6. الوقت : يحتاج الطلبة إلى الوقت من اجل تجريب المواد والأفكار الجديدة ، وان يفكروا باتجاهات متعددة ، والشيء المهم لتسريع الإبداع هو إعطائه الوقت
7. المرونة في استخدام التعزيزات وتحديد الواجبات المدرسية : يحتل المعلم مركزاً يمّكنه من تشجيع الابتكار وحب الاستطلاع والاستقلال والثقة بالنفس ، بحيث يستطيع أن يعزز هذه السمات عندما تتبدى عند بعض الطلبة ، وذلك باستخدام التوجيه وكلمات الثناء وابتسامات التشجيع ، كما يستطيع المعلم تعديل الواجبات المدرسية على نحو واسع ، عندما تتبدى بعض مظاهر السأم أو الضجر عند الطلبة ، بحيث يستثير اهتماماتهم وميولهم ، فتغدو دافعية التعلم أكثر فعالية ، كما يغدو التعبير الإبداعي أكثر نزوعاً إلى الظهور .
8. تقبل بعض مظاهر عدم الامتثال : ينزع عدد من الطلبة بطبيعته إلى عدم الخضوع الكلي للقواعد والمعايير والنظم السائدة . سواء داخل المدرسة أو خارجها . وتشير بحوث عديدة إلى أن هذه النزعة ، هي إحدى السمات التي تميّز الطلبة ذوي القدرة على التفكير الإبداعي ، كالمرح والميل إلى المخاطرة والاندفاع