أبعاد القيادة الملهمة
تعددت وجهات النظر بشأن أبعاد القيادة المُلهِمة فلا يوجد اتفاق بين الباحثين على هذه الأبعاد حيث يشير كل من(McEachern(2005 و(Morris(2005 في أن أبعاد القيادة المُلهِمة تتمثل في: السعي بصدق لتحقيق مصالح الآخرين، الثقة والاعتمادية، القدرة على التمكين، الإنصات الجيد، الانتماء والتوجيه لتنمية رؤية مشتركة.
1.الرؤية المستقبلية والرسالة: وتعرف الرؤية المستقبلية بأنها: قدرة القائد أو المدير على التوقع الدقيق, وعلى النحو الذي يساهم في تحسين الوضع القائم في المنظمة؛ فالمدير المُلهِم يتبنى رؤية مستقبلية واضحة تلبي احتياجات مؤسسته، ويمتلك المقدرة على تحويل الرؤية إلى أهداف واقعية، ويعمل على توحيد جهود العاملين فيها كفريق عمل متجانس، ويحفز العاملين للقيام بالأداء الأفضل لتحقيق الرؤية، ويثق بمقدرات العاملين على تحقيق الرؤية المستقبلية ورسالة المؤسسة وأهدافها.
2.الثقة بالنفس: وتتمثل في قدرة القائد في السيطرة على المشكلات، ما يعني أن القائد صَلب وثابت وواثق من التصرف الصحيح الذي يجب اتخاذه ويتحمل المسؤولية الكاملة عن النتائج، وتنبع هذه الثقة من معرفته لقدراته ومهاراته التي يمتلكها والتي يعرفها الآخرين عن تجربة سابقة. حيث تعتبر الثقة بالنفس من المكونات الأساسية للشخصية السوية، وهي أساس كل نجاح وإنجاز حيث لا توجد حدود لما يمكن أن يتم إنجازه إلا القيود التي تفرضها على تفكيرك، علمًا بأن مفتاح الثقة بالنفس هو أن تحدد ماذا تريد، وأن الخوف والشك هما العدوان الرئيسان لكل نجاح.
فالمدير الملهم يســعى إلى تعلم مهــارات جديــدة تزيــد مــن ثقتــه بنفسه، ويضع أهداف تعزز ثقته بالعاملين معه، ويحرص على إقامة فعاليات تعزز ثقة العاملين، ويتبنى أفكاراً إبداعية، ويعـــالج المشكلات التـــي تواجهـــه في العمـــل بطريقـــة علميـــة.
3.الشخصية: يعزز المدير حماس العاملين، ويبــذل أقــصى جهــدة للارتقاء بالعمل دون النظــر لمــصلحته الشخصية، ويهـتم بتوسـيع ثقافتـه مـن خلال تنمية نفسه مهنيًا، ويمتلــــك مهارات الاتصال والتواصل الفعال مع العاملين، ويقوم بمجهودات إضافية لتحقيق التميز.
4.المسؤولية: ينظر مدير المدرسة لخدمـة المعلمين في المدرسة كمسؤولية إنسانية ينبغـي الالتزام بها؛ فيقوم بمهام تزيد عن واجبات وظيفته الرسمية, ويضع المصلحة العامة قبل مصلحته الشخصية, ويعزو أي نجاح في المدرسة لفرق العمل وليس له شخصيا، ويوزع الأدوار والمهام بـين المعلمين فـي المدرسة بصـورة عادلة تشعرهم بمسؤولياتهم.
5.تمكين ودعم العاملين: ويقصد به منح الحرية الكاملة للعاملين دون تدخل مباشر من الإدارة وذلك عبر تفويض الصلاحيات والمسؤوليات لهم، مع توفير الموارد اللازمة وبيئة العمل المناسبة، وتأهيلهم وتدريبهم سلوكياً وفنياً ومنحهم الثقة التي تساعدهم على ذلك.
إن تمكين ودعم العاملين يتطلب من المدير المُلهِم أن يتفهم احتياجات العاملين ويعمل على تلبيتها، ويُشعرهم أنّ مهنتهم ذات قيمة، ويحترمهم ويقدّرهم بصفتهم الشخصية, ويُشعر العاملين أنّ جهودهم ذات أهميّة لنجاح المؤسسة، وينشر المحبة وروح الأخوة بينهم، ويهـــتم بتهيئـــة منـــاخ تنظيمـــي يتـــيح لهم إنجـــاز أعمـــالهم بسهولة، ويحرص على توفير فرص تدريب ملائمة لجميع العاملين.
6.عُمق التفكير: يضــــع المدير الخطــــط الاستراتيجية الشــــاملة واللازمة لمواجهة الأزمات والمخاطر, ويسمح بتبادل الآراء والأفكار مع العاملين، ويمتلك مهارات القيادة الموقفية ويمارسها, ويجعل الابتكار أساس العمل الفردي والمؤسسي، ويُسند المهام للعاملين وفقًا لدراسة مسبقة لسلوكاتهم وقدراتهم، ويضــع اســتراتيجيات وأفكــار جديــدة بمشاركة الجميع ودمجهم في مراحل التغيير، ويبحـث دائماً عن طـرق ابتكاريـة لتحسين جودة العمل.
7.التحدي: القادة المُلهِمون لديهم ما يكفي من القدرة لمواجهة التحديات والمواقف الصعبة والتعامل معها بمصداقية وشفافية عالية، سواء في قدراتهم على تطوير الموظفين المتعثرين واعادتهم للمسار الصحيح أو في مواجهة انكماش وتراجع الأعمال، القادة الفاعلون يواجهون مثل هذه التحديات بانفتاح أكبر، عبر أساليبهم الفريدة بالتواصل المستمر مع العاملين وتزويدهم بكل المعلومات التي تساعدهم على مواجهة التحديات، وهذا ما يساعد في تنمية شعورهم بالثقة اتجاه أنفسهم.
فالمدير المُلهِم يخطط للمستقبل لمواجهة التحديات المستقبلية، ويتأكد من وضع أهداف قابلة للتحقيق, ويبحــث عــن الفــرص المتاحة التــي مــن شــأنها تطوير مهاراتــه وقدراته الخاصة، ويضع نموذج لمواجهة التحديات من أجل التغلب عليها، ويمتلــك المقــدرة علــى التحــدي والمقاومــة للانتقال مــن الوضع الراهن الى الوضع المأمول, ويشجع على المخاطرة والمغامرة، وذلك في سبيل شحذ الهمم والطاقات لدى المرؤوسين.
أعداد: أ. مصطفى دعمس