التعديل المعرفي السلوكي
وفي إطار التدخلات المعرفية السلوكية ظهر اتجاه علاجي معرفي آخر يعرف بالتعديل السلوكي المعرفي على يد
ميكينبوم، ويقوم في جوهره على إعادة البناء المعرفي للفرد، حيث يتم مساعدة الفرد على تعديل أنماط تفكيره السلبية
واكتساب مهارات معرفية جديدة للتعامل مع المواقف.
ويؤكد هذا الاتجاه على التعليمات الذاتية أو أحاديث الذات لدى الفرد حيث يشير ميكينبوم في هذا الصدد إلى أن
ما يقوله الفرد لنفسه عن نفسه وعن كل ما يواجهه من مواقف يؤثر بدور هام في تحديد سلوكه ومشاعره،( عبد العظيم ،2006، ص 271).
فالحديث الذاتي المرتبط بموقف الضغط النفسي والقدرة على المواجهة له تأثير في سلوك الفرد في هذا الموقف،
ومستوى القلق مرتبط في علاقته بالموقف وترتبط الدرجة العالية من القلق بتركيز الشخص على الذات وعدم كفاءتها
وبالأفكار السلبية لها أو التي تنتقص من قيمتها وأهميتها، كما ترتبط الدرجة المنخفضة من القلق بالتركيز على الموقف الخارجي مع درجة عالية من القدرة على المواجهة ، وان أحد وظائف الحديث الذاتي في تغيير الوجدان والتفكير والسلوك هو التأثير على عمليات الانتباه والتقويم، أما الوظيفة الثانية للحديث الذاتي الداخلي هي التأثير في البنى المعرفية وتغييرها .
إن مكونا مثل البنية المعرفية يعتبر ضروريا بالنسبة لطبيعة التعليمات الموجهة إلى الذات، فالبنية المعرفية تقدم
نظاما من المعاني والمفاهيم التي تزيد من الأحاديث الذاتية وقد يحدث التعلم أو التغيير من غير تغيير في البنية ولكن تعلم مهارة جديدة يتطلب تغييرا في البنية المعرفية والتغيرات البنيوية تقع من خلال الامتصاص (Absorption) والتي فيها تتكامل البنى الجديدة مع القديمة أو بواسطة التكامل ( الاندماج )( integration ) والذي فيه تستمر أجزاء من البنى القديمة موجودة ضمن بنية جديدة شاملة أو عن طريق الإزاحة (Dispalacement) والتي فيها تستمر البنى القديمة مع البنى الجديدة، فالبنى المعرفية تحدد طبيعة الحديث الذاتي للفرد ولكن الحديث الذاتي يغير البنى المعرفية حيث يسميه ميكينبوم الدورة الفعالة الدائرة الخيرة(Cycle Virtuous) والشكل الآتي يوضح ذلك :
(صالح، وشامخ، 2011، ص43-45)
المبادئ الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي :يتمثل المبدأ الأساسي للعلاج المعرفي السلوكي في كون أن الـسلوك المـضطرب ناتج عن المعارف والتفكير الخاطئ(إبراهيم، 1980، ص210)، وأن سبب الاضطرابات النفسية مرتبط بخلل في طريقة التفكير المتبنـاة مـن طـرف الفرد إزاء المواقف التي تعتريه خلال حياته اليومية، حيث أن ما نشعر به مرتبط بتـصوراتنا للمواقـف وليـست بحقيقـة هذه المواقف.( Neil , 2010, p02)
هذا ويعتبر هذا المنحى العلاجي العلاقة الثلاثية المتبادلة بين الأفكار والوجدان والسلوك مكونات لنظام موحـد، عنـصره الأساسي الأفكار التي لها الدور الأساسي في توجيه السلوك والانفعال(بيرني،2008 ص، 29) وسيتم حاليا تلخيص أهم المبادئ التي يقـوم عليهـا العلاج المعرفي السلوكي كما أدرجها (عادل ،2000):
- اشتراك العميل في العملية العلاجية .- دور المعرفة في التعلم .- العلاقة السببية والتفاعلية التي تربط كل من المعرفة والوجدان والسلوك .- دور الاتجاهات والتوقعات، العزو والأنشطة المعرفية في إنتاج وفهم السلوك المضطرب .- الدمج بين النماذج المعرفية والنماذج السلوكية.( عادل، 2000 ، ص23)
التخيل الانفعالي العقلاني: Imagery Emotive Rational: يتـدرب الطلبـة على تخيل أسوأ التصرفات التي يمكنهم ارتكابها وما يترتب عليها من مـشاعر سلبية، ومن ثم يعملون على تطوير مشاعر إيجابيـة يـستبدلونها بالمـشاعر السلبية. كما يتدربون على تخيل مواقف معينة يتعرضون من خلالها للاضطراب ثم يتدربون على كيفية تغيير ا لمشاعر المضطربة في هذه المواقف إلى أخـرى ايجابية (1996 , (Ellis.
أهداف العلاج المعرفي السلوكي:يمكن لنا إدراج أهم الأهداف التي يسعى إليها العالج المعرفي السلوكي حسب كل من (2004,Arthur ) و(2004 ,Trudie & Mary ) و(الشناوي، 1996) كالتالي:- الحد من التفكير السلبي المسبب للأمراض، إذ اعتبر علاج طبيعي للتخفيف من الضغوطات النفسية والعاطفية الناتجة عن الآلام المستمرة.- يساعد العلاج المعرفي السلوكي على خفض أعراض الضغط النفسي مثل (الاكتئاب، القلق) وحتى السرطان وكذلك لتحسين جودة الحياة للأفراد.- مساعدة الأفراد على تحسين مستوى أدائهم والذي يقلل بدوره من التعب لديهم.- مساعدة العميل على أخد خبرة في أدارة مشكلاتهم.- تعديل طريقة معالجة الفرد للمعلومات والأحداث.- مساعدة الفرد على التكيف، والتخلص من الانفعالات والسلوكات غير التوافقيةهذا وتجدر الإشارة إلى ما صرح به كيث (41 : 2010 ,keith ) والذي أقر أن أبرز وأهم أهداف العلاج المعرفي السلوكي تتمثل في تغيير كل من المعرفة والسلوك.