التدريب على مهارات التعامل المعرفي
لقد صاغ ميكينبوم Meichenhaum طريقتين حظيت في العلاج الاستعرافي بأهمية كبيرة وهما: (برودا ، 2009، ص 415)
• التدريب على التعليم الذاتي.
• التـــــدريب على التحصين ضد الضغوطات النفسية
التدريب على التعليم الذاتي (Self- Instruction training) :
التدريب على التعليم الذاتي هو نمط من أنماط إعادة التنظيم المعرفي؛ من أجل تدريب الفرد على إعادة تشكيل أنماط التحدث الذاتي أو يطلق عليه أيضاً بالاستجابات اللفظية الضابطة، وعلى توقع أن ذلك سيؤدي إلى تعديل السلوك والتدريب التنظيم الذاتي وهناك فروق بين العلاج العقلاني العاطفي والعلاج المعرفي.
على الرغم من أوجه الشبه الكثيرة فيما بين هذه النماذج العلاجية، ففي حين يركز كل من (أليس وبيك) على التعامل مع الأحداث بطريقة منطقية، ينصب الاهتمام في التعليم الذاتي على التحدث إلى الذات، باعتباره العنصر الأساسي في توجيه السلوك والضبط الذاتي.
وكما يری (میکنیوم) فإن التخلص من المشكلة، يعني التخلص من التحدث مع الذات بأسلوب سلبي واستبداله بالتحدث الذاتي الإيجابي، والتعود على الاسترخاء في المواقف التي تبعث على القلق وعدم الراحة في نفس الإنسان.
ويتضمن هذا الأسلوب التعرف على الأفكار والتعبيرات الذاتية السلبية المرتبطة بالضغوط والتي تسبب الضيق والكدر والمشقة للفرد ومساعدة العميل على تعديل التعبيرات الذاتية السلبية لديه واستبدالها بتعبيرات ذاتية ايجابية وهكذا من خلال التدريب على التعليم الذاتي يتعلم العميل أن ما يعانيه من قلق وضغوط هو نتيجة سوء تفسيره وتأويله للمواقف التي يتعرض لها وأيضا نتيجة لأحاديث الذات السلبية لديه (الحوار السلبي)، وبالتالي لابد من ضرورة استبدالها بأحاديث ذات ايجابية ومنطقية، وبعبارة أخرى وكما يرى ميكينبوم فإن التخلص من المشكلة يعني التخلص من التحدث إلى الذات بطريقة انهزامية وسلبية، واستبداله بالتحدث الذاتي الايجابي أو التعود على الاسترخاء في المواقف التي تبعث على القلق وعدم الراحة في نفس الإنسان(الخطيب، 2016، ص 350).
الاستعداد في عملية التعلم الذاتي:وفي الحقيقة فإن الاستعداد والتهيؤ للتعامل مع المواقف الصعبة يشكلان جزءاً هاماً في عملية التعليم الذاتي، وتسمى عملية الاستعداد للتعايش مع الظروف الصعبة بعملية التحصين ضد الضغوطات النفسية.
فعلى سبيل المثال، قد يتدرب الطالب على أن يتحدث عن نفسه قائلاً، إن شعوري بالقلق والخوف قبل أن أقف في غرفة الصف لأقدم بحثي، لا يعني أنني سأفشل أو أن أبدو ضعيفاً، بل إن ما يعنيه ذلك فقط هو ضرورة الانتباه والتهيؤ لأعمل واجبي بشكل جيد.
وقد اشتهرت دراسة (بورنستاین وکويفيلون) في هذا المجال أكثر من أي دراسة أخرى، وفي هذه الدراسة التي أجريت على مجموعة من الأطفال لديهم نشاطات زائدة. واشتمل العلاج على عدد من الخطوات كان (میکنبوم وجودمان) قد قاموا بوصف هذه الخطوات، بقيام المتعالج بتأدية السلوك المستهدف، وهو يتحدث إلى نفسه بصوت مسموع، ويقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف، ويقوم المعالج بتوجيهه وتزويده بالتعليمات اللفظية.
وأيضاً يقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف، وهو يتحدث إلى نفسه بصوت مسموع، ويقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف، وهو يتحدث إلى نفسه بصوت منخفض، يقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف مستخدماً التعليمات الذاتية الخفية دون أي صوت.
وتشتمل هذه العملية على مواجهة الشخص للمثيرات التي تبعث على القلق لديه في جلسات علاجية بهدف تعميم ردود الافعال المكتسبة اثناء المعالجة الى المواقف التي يتوقع ان يواجها بعد المعالجة ويوضح ادب العلاج النفسي ان اسلوب التعليم الذاتي قد استخدم بفعالية لمعالجة بعض الأنماط السلوكية غير التكيفية كالنشاطات الزائدة والانطواء الاجتماعي والعدوان والتهور، ونأخذ مثال على النشاط الزائد لدى الطلبة بخطوات العلاج التالية:
يقوم المعالج بتأدية السلوك المستهدف وهو يتحدث الى نفسه بصوت مسموع
يقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف ويقوم المعالج بتوجيه وتزويده بالتعليمات اللفظيةيقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف وهو يتحدث الى نفسه بصوت مسموعيقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف وهو يتحدث الى نفسه بصوت منخفضيقوم المتعالج بتأدية السلوك المستهدف مستخدما التعليمات الذاتية الخفية (دون أي صوت)
2. التدريب على مقاومة القلق والتوتر أو التدريب على التحصين ضد الضغوط
تشبه هذه الطريقة عملية التحصين البيولوجي ضد الأمراض العامة، وهي تقوم على أساس مقاومة الانضغاط Stress عن طريق برنامج يعلم المسترشد كيف يواجه أو يتعامل مع مواقف متدرجة للانضغاط(\ الشناوي،1994 ص135)، والتحصين ضد الضغوط أو التوتر هو الأسلوب الذي يهيئ للعميل فرصا للتعامل مع مواقف مثيرة للضغط متوسطة نسبيا ويقوم العميل بالتدريج بتطوير قدرة تحمله لدافع ومثير أقوى، ويستند هذا التدريب على أساس أنه بالإمكان التأثير على قدرتنا الاحتمالية للتعامل مع الضغوط من خلال تعديل معتقداتنا وعباراتنا الذاتية في مواقف الشدة والضغط ، ويرى ميكينبوم أن تعديل السلوك معرفيا يتم عن طريق تقديم المعلومات والتعليمات الذاتية التي تركز على تعليم العملاء كيفية التخطيط والتفكير قبل الاستجابة ومساعدتهم على استخدام الحوار الداخلي الايجابي حيث أن التخلص من الضغوط يكون مرهونا بالتخلص من الأحاديث الذاتية السلبية واستبدالها بأحاديث ذاتية ايجابية وهكذا يهدف التدريب على التحصين ضد الضغوط إلى تدريب الفرد على أحاديث الذات الإيجابية(عبد العظيم ، 2006، ص 272).
عملية العلاج: تتألف عملية العلاج عند ميكينبوم من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى : مراقبة الذات Self Observation : وفيها يعرف المسترشد كيف يتحدث أو يعبر عن سلوكه الذي يزيد من وعيه وان لا يشعر المسترشد بأنه سيكون ضحية للتفكير السلبي ويجب على المتعالج أن يعرف طرائق العزو عند الأفراد وعباراتهم التي يوجهونها نحو ذواتهم.
المرحلة الثانية : السلوكيات والأفكار غير المتكافئة - Incompatible thoughts and behaviors :في هذه المرحلة يؤثر الحديث الجديد للمتعالج في البنية المعرفية له، فإذا كان المطلوب تغيير سلوك المتعالج فينبغي أن يولد ما يقوله لنفسه سلسلة من سلوكيات جديدة غير متكيفة مع سلوكاته الحالية وهنا يستطيع المتعالج أن يتجنب السلوكيات غير المناسبة ويختار السلوكيات المناسبة وفقا للأفكار الجديدة.
المرحلة الثالثة : المعرفة المرتبطة بالتغيير :Cognition concerningchange: وفيها يؤدي المتعالج مهارات تكيفية جديدة خلال حياته اليومية، ليكون التركيز على ما يقوله المتعالج لنفسه حول السلوكيات المتغيرة الجديدة التي تعلمها وعلى نتائجها التي ستبقى وستعمم إلى مواقف أخرى(ديوب ، 2008) وإن ما يقوله المسترشد لنفسه بعد عملية العلاج شيء هام وأساسي، وإن عملية العلاج تشتمل على تعلم مهارات سلوكية جديدة ، وحوارات داخلية جديدة وأبنية معرفية جديدة.
إن على المرشد أن يهتم بالعمليات الأساسية الثلاث هي :
1. البناءات المعرفية.
2. الحوار الداخلي.
3. السلوكيات الناتجة عن ذلك.
وعليه فان عملية العلاج تبدأ بتحديد السلوك القديم المراد تغييره، والحديث السالب المتعلق، وتحاول استبداله بحديث داخلي جديد متكيف ينتج سلوكا متكيفا يؤثر في تكوين بناءات معرفية جديدة لدى الفرد بدلا من القديمة، ومن ثم إحداث السلوك المرغوب، وتعميمه ومحاولة تثبيته(بطرس، 2008، ص 183).