رسالة إلى المعلمين والمعلمات
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله إمام المعلمين وقدوة المربين المعلم الأول قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وبعد: الحمد الله القائل في كتابهSmileاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ& خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ& اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ& الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ&عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(العلق 1-5
الإسراء14( اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَليكَ حَسِيباً)
)يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (المجادلة11إن الله عز وجل منَّ على البشرية ببعثة الرسل وخص هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم) لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (آل عمران164 ،فكانت بعثة هذا الرسول أعظم النعم على الأمة وأجلها، وجعل سبحانه من تمام هذه النعمة تشريف الأمة بحمل الرسالة بل جعل خيريتها للأمم مرتبطة بذلك )كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (آل عمران110إن مهنة المعلم هي مهنة خير البشر وأفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . وقبل أن تكون مهنة كانت رسالة وأمانة تحمل أعبائها من لا ينطق عن الهوى . وانطلاقا من هذا كان المعلم وحيد عصره وفريدا من نوعه كونه كان مربيا يقود الجاهل ويهدي الضال وينير الطريق لكل من التجأ إليه من غير إفراط ولا تفريط فحق له أن يبجل ويحترم وينظر إليه بمنظر الفخر والاعتزاز . هذا الإنسان المثالي تخرج على يديه قائد الطائرة ورائد الفضاء والطبيب و المهندس ..... فهو بمثابة الشمعة المضيئة التي تحترق لتنير الطريق أمام هؤلاء البشر الذين واصلوا الطريق وأناروا الدروب ورسموا معالم الحضارة وطوروا العلم وأساليب التعليم فكانوا سببا في تقدم البشرية وتحرير العالم من قيود الجهل و التخلفإخواني و زملائي المعلمين والمعلمات ، أنتم الركن الذي لا غنى عنه مهما تقدمت التقنيات، وتنوعت الوسائل والاختراعات، لأنكم تتحلون بالفضائل، وتتسمون بالروح، وتوجّهون بالقدوة والأسوة، وتعملون بالحكمة والموعظة الحسنة. أما الآلات، فعلى أهميتها التي لا تنكر، فهي أدوات، لا تحسّ، ولا تعقل، ولا تحنو، ولا تقّدر، أنتم سبب نجاح المجتمع ونيله شرف السبق بين الأمم، فأنتم عنوان نهضة الأمة وتقدمها .إن المعلم هو روح العملية التعليمية و لبها وأساسها الأول وركنها الركين . المعلم هو الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في نظام التعليم. لا نكران لأثر المناهج الجيدة والكتب الجذابة و المباني النموذجية لكن هذه الأشياء وسواها على أهميتها تأتى بعد المعلم المقتدر المتألق الذي يعلم بعقله وقلبه وسلوكه.أن تكون معلماً، يعني أن تكون رسولاً ، ذلك انك تتعاطى مع أنفس وأرواح وعقول تبنيها لتنتج إنساناً متعلماً متفكراً متدبراً، ولتحقيق هذه الغاية لا بد أن تكون مربياً مُهذِّباً ومؤدِّباً .. وهنا يبدأ جهاد النفس .. كي تكون كل ذلك لا بد أن تبدأ بتعليم نفسك وتربيتها وتهذيبها لترتفع إلى مستوى أصحاب الرسالات...أخي المعلم، أختي المعلمة، أنت عند التربويين تعدُّ منزلتك أعلى درجة من الوالدين قال الإمام الغزاليُّ:" حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية فأبو الإفادة أنفع من أبي الولادة ".لاشك ان للمعلم مكانة متميزة لدى المجتمعات والأفراد فهو المؤتمن على أعز ما يملكه الناس ألا وهم فلذات أكبادهم، فهو الشخص الذي يعتمد عليه في حفظ هذه الثروة، واستثمارها استثمارا يخدم به مجتمعه ووطنه، فيعلم الأبناء ويربيهم التربية الصالحة.وقد سميت مهنة التعليم بالمهنة الأم، لأنها المهنة الأساس للمهن الأخرى، فالطبيب والطيار وغيرهم لا يصبحون كذلك إلا بتلقي دراسات في تخصصهم على أيدي معلمين سواء في المدارس أو الجامعات، ولا يشك أحد أن كبار المخترعين والعلماء وعظماء العالم لم يصلوا الى هذه المرحلة إلا عن طريق معلمين أكفاء أناروا لهم الطريق ووجهوهم التوجيه السليم وأثروا في شخصيتهم وجعلوهم صناعا لأهم أحداث الحياة وجعلوا بلدانهم في الصدارة، (وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة، ووراء كل تربية عظيمة معلم متميز).
أسألكم؟
• أولاً : من أنتم ؟
• ثانياً : ما هو عملكم ؟
• ثالثاً : ماذا نريد منكم ؟
تابع الإجابة....