أزمة ثقة بين المعلمين والحكومة والاعلام والافتاء والتلفزيون

لن يصبح الوطن أولا إلا عندما تغدو أهم ركائزه في طليعة قائمة أولويات الإصلاح، ولا يختلف اثنان معنيان بمصلحة الوطن وصالح أبنائه على أن المؤسسة التعليمية هي أهم الأسس التي يقوم عليها بناء الأوطان والأمم، وبناء عليه لا يمكننا في خضم الحديث عن الوطن والإصلاح والفساد والربيع ومستقبل الأجيال، أن نتجاهل ما يحدث على الساحة المحلية من توتر بين المؤسسة التعليمية من جهة والحكومة من جهة أخرى، وصل في حدته إلى نقاط حرجة تقف على حافة الصراع.

أزمة ثقة بين المعلمين والحكومة والاعلام والافتاء والتلفزيون %D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9

الرأي العام عموما منقسم على نفسه بين مؤيد لإضراب المعلمين ورافض ومستنكر له، المعلمون يطالبون بتحسين مستواهم الاقتصادي ورفع رواتبهم، والحكومة بعد أن نفدت ذخيرتها من حقن التخدير وكبسولات المهدئات راحت تهدد باستبدالهم وتعلن بصراحة عن رفضها لمطالبهم، فالحكومة هي التي تجاهلت وأهملت حقوق المعلمين ومطالبهم طوال سبعة أو ثمانية أشهر متواصلة، وأوصلت الأمور إلى أزمة ثقة بين المعلمين والحكومة باعتبار الأخيرة هي المسئولة لأنها قررت عدم التجاوب مع مطلب المعلمين ,من وجهة نظر الحكومة ان 35 بالمئة والتي تم خصمها من راتب المعلم تؤثر على ميزانية الدولة وقد قامت الحكومة بتوجيه الاعلام والافتاء والتلفزيون لتبرهن موقفها عن هذه الخطوة الغير مسبوقة,حيث اننا لم نشهد بالتاريخ ان راتب المعلم يخفض او يقص منه علاوات .

فيا حكومتنا , لا يصدق حتى الطفل الصغير, ما طرحتماه حول عجز الحكومة الأردنية عن دفع زيادة المعلمين . ولكن كعادة حكوماتنا المتعاقبة في التعامل مع مطالبنا , لا ننال منكم إلا الوعود والتطمينات الزائفة . من جانب آخر هل تضمنا بقائكما أنتما و حكومتكما حتى السنة القادمة ؟؟! ثم لماذا كل هذا التجييش الإعلامي الرخيص و كأننا قد بعنا الوطن أو خصخصناه ؟ وأتحداكما بكل ما تملكه حكومتكما من بدائل (من جيش وامن عام وفاع مدني ومن...ومن..ومن..)أن تستطيعا سد العجز الناتج عن إضراب المعلمين. من جانب آخر إن صح قولكما في إمكانية توفر البدائل فهذا دليل قاطع على وجود بطالة مقنعة في قطاعات معينة في الحكومة وهي تصرف على حساب القطاعات الأخرى. وهذا هو الفساد بعينه ,فلم لا تحاربوه؟؟!! ولتعلما أن إضرابنا لن ينتهي حتى تتحق جميع مطالبنا العادلة. فأنصحكما أن تأخذا الأمر بأريحية وبدون تشنج وتهديد و وعيد , فبذلك تحافظا على وحدة و إستقرار المجتمع وتردان الحق لأصحابه . وبخلاف ذلك فأنتما تصبان الزيت على النار

ليتذكر الجميع أن المعلم هو الركن الأساس لأي مجتمع وإنني أستغرب تجييش الحكومة من خلال الاعلام والافتاء والتلفزيون ضد المعلمين وهل نسي كل هؤلاء من علمهم وكان سببا بعد الله في رزقهم ومكان عملهم..فالأجدر بهم أن يفكروا بعقلهم ويخافوا ربهم بكلمة حق لمن سلبت حقهم!!! .

اللهم إني قد بلغت فاشهد..

» تضارب الأنباء حول أعداد المعلمين المشاركين في اعتصام دوار المعلمين
» الإعتصام في دوار المعلمين
» رسالة إلى المعلمين والمعلمات
» الحكومة واضراب المعلمين
» نظرة تأملية حول اعتصام المعلمين